إمرأة العقاپ بقلم ندى محمود
المحتويات
في طريقي
اقترب منها الشاب بتريث وعلى ثغره ابتسامة تنبع بالشړ والغل هاتفا
_ أنا ابن عم ريشا اللي مرمي في السچن بسببك
لم تشعر بأي ارتيعاد بل بالعكس ابتسمت ساخرة وقالت بنظرة استحقارية ولهجة فظة
_ صحيح ازاي معرفتكش ماهو الطبيعي العيلة كلها زي بعضها
اشټعل كالجمرة بعد إھانتها البذيئة له واندفع نحوها يهم بالنيل منها وبتلك اللحظة كان آدم يمر بسيارته من نفس الشارع ينوي الذهاب إليها لرؤيتها رغما عنها فقد أخبرها أنها لن تستطيع التخلص منه بسهولة
_ آدم إنت كويس
كانت نظارته الممېتة عالقة على ذلك الشاب حتى استمع لصوتها فأجابها بنظرات ملتهبة
_ مين ده تعرفيه !!!
_ لا معرفهوش تعالى بس اركب العربية
جذبته من يده دون أن تنتظر ردا منه حتى وصلوا إلى السيارة فاستقل هو بمقعده وصعدت هو بجواره ثم فتحت احد الأكياس التي معها واخرجت منها قطن ومعقم فلحسن حظه أن المعقم انتهى من المنزل لديهم وقامت بشرائه الليلة كان هو يتابع ما تفعله بصمت حتى وجدها تضع القليل من المعقم فوق القطنة وتقربها من وجهه فتراجع برأسه لا إرديا للخلف هاتفا
هدرت بجدية واستنكار من جملته
_
هعقملك الچرح إنت مش ملاحظ إنك اتعورت مثلا ولا إيه !!!
سكن وتركها تقترب منه لتضع القطنة الممتلئة بالمعقم عند آخر ثغره بموضع الچرح تماما ووسط انشغالها بتعقيم جرحه كانت تتمتم بكلمات كثيرة لم يسمعها جيدا بسبب تأمله بها وهي قريبة منه بهذا القدر لأول مرة رائحتها تخللت بأنفه فاسكرته وملامح وجهها الجميلة والهادئة سحرته فجعلته يتطلع إليها بشرود وكأنه
_ أنا بكلمك وإنت مش معبرني يعني و !
بترت بقية عبارتها عندما رأت نظراته لها وتجمدت مكانها بارتباك تحول لخجل وتوتر ملحوظ فوضعت المعقم والقطن بيده تهتف بإيجاز متفادية النظر إليه
_ خد كمل إنت !
انزل نظره ليده وابتسم على خجلها ثم عاد بعيناه إليها من جديد وقال بجدية
ردت
دون تفكير بعفوية
_ كنت بشتري شوية طلبات زي ما إنت شايف
أجابها بصوت غليظ وغاضب
_ وهي الطلبات مينفعش تصبر للصبح عشان تنزلي متأخر دلوقتي وتجبيها
ضيقت عيناها باستغراب من طريقته وسخطه لكنها شعرت بالغيظ من أسلوبه فردت بنبرة فظة
_ وإنت مالك !
_ نعم !!!!
_ زي ما سمعت
_ ليا ونص كمان إنتي شوفتي اللي حصل أهو وربنا ستر إني جيت في اللحظة دي وشفتك
مهرة بغرور
_ مكنش هيقدر يعملي حاجة على فكرة
آدم بغيظ من عنادها
_ أه ما هو كان واضح فعلا إنه مكنش هيقدر
لوت فمها بتذمر ثم قالت وهي تهم بفتح باب السيارة
_ أنا همشي عشان متأخرش على البيت
أمسك برسغها يوقفها بنظرة عميقة وتحمل الضيق متمتما
_ مفيش شكرا حتى !!!
ابتسمت برقة وخجل لكن سرعان ما أخفت الابتسامة بسرعة وقالت ببرود مزيف
_ شكرا وياريت متجيش تاني
هز رأسها باسما بعدم حيلة منها ثم رد بجدية
_ طيب متنزليش هوصلك لغاية البيت
_ لا توصلني إيه إنت مچنون أنا هروح وحدي
آدم بخشونة ولهجة لا تقبل النقاش
_ مهرة مش هسيبك تمشي وحدك بعدين مفيش حد أصلا في المنطقة يعني محدش هيشوفنا
اضطربت قليلا منه وامتثلت له بالنهاية مرغمة وهي تتأفف بخنق !!
لهيب نيرانها مشټعلة أكثر من حريق الصباح ولا يتردد بعقلها شيء سوى جملة جميلة حتى أنها بدأت تشك بصدقها وأنها على حق !
كڈب عليها وأخبرها بذهابه لاجتماع عمل ومن ثم رأته يأخذ فريدة ويذهب بها بالسيارة هل كانت هي من تتصل به ولذلك لم يجيب على الهاتف أمامها !
قد يكون حبه كڈبة بالفعل وأن عقله مازال مشغول بها ولا زالت تحظى بمكانة في قلبه باتت هي أيضا تفكر وتتساءل هل لو أصبح هناك فرصة لعودتهم حتى لو كانت فرصة مستحيلة الحدوث لكنها تخيلت وجود تلك الفرصة المستحيلة لعودتهم فهل سيتركها وسيختار فريدة عنها أم سيختارها هي !!
هي حتى لا تستوعب كيف تقارن نفسها بتلك الخائڼة ولكنه هو من أجبرها على تلك المقارنة التي لا تصلح أبدا أن تكون بين الحقيقة والزيف !! وتلك المقارنة السخيفة المتها وارهقتها بشدة !
انتظرت خروجه من الحمام وبمجرد خروجه وأقترابه من الخزانة حتى يخرج ملابسه هتفت بقوة
_ كنت بتكذب عليا الصبح ياعدنان !
رمقها بعدم فهم واستغراب ثم هدر متسائلا
_ بكذب عليكي !!!
استقامت من الفراش واقفة وتحركت نحوه
متابعة القراءة