صرخات انثى بقلم آية_محمد_رفعت

موقع أيام نيوز


وكانت أول أفرادها صديقتها إميلي بعد أن اتفقت معها مسبقا ووافقتها على الفور لعنصريتها المندثة داخلها تجاه أي عربي ولكنها مرغمة على تواجد عدد منهم لمراكزهم الهامة التي تخضعهم لهم مزللين.
اقتربت منها ألكس تميل على آذنيها هامسة وعينيها لا تفارق بوابة المنزل البيضاء 
_أصابني الخۏف من تأخرهما الملحوظ أخشى أن لا يحضران وتنتزع خطتي بأكملها. 

خطفت تلك السيدة الثلاثينية بصرها إليها ورسمت ابتسامة واسعة وهي تشير لها بمكر 
_خاطئة ألكس لقد وصلت عائلة السيد عمران بالفعل. 
اتجهت عينيها تلقائيا للبوابة بلهفة فاعتلتها بسمة شيطانية مخيفة فور رؤيتها لمايسان تدلف برفقة عمران بفستانها الأبيض الطويل المحتشم وحجابها المتدلي من خلفها وكأنها عروس تزف لعريسها!
راقبتهما جيدا فوجدته يستأذن منها ويغادر ليقابل رفيقه جمال الذي استقبله بالاحضان بينما استكملت مايسان طريقها باحثة عن آميلي فما أن رآتها حتى دنت منها تقدم هديتها باحترام وبسمة بشوشة 
_عيد زواج سعيد إميلي. 
اغتصبت بسمة فاترة على شفتيها وهي تجيبها 
_أشكرك عزيزتي. 
وأشارت بيدها على الطاولة القريبة منهم 
_تفضلي بالجلوس. 
انتبهت مايسان لمن تجاورها بوقفتها فاغتظمت معالمها ڠضبا ظنا منها إن عمران كعادته لا يستغني عنها بحفلاته الهامة فلحقت إشارة إميلي بالجلوس وجلست تترقب انضمام شمس لها بصبرا لا يطاق. 

جلس عمران برفقة جمال الذي يتهرب من التطلع بعينيه بحرج فابتسم لمعرفته ذاك الشعور جيدا فربت على يده الممدودة على الطاولة وهو يخبره 
_مفيش داعي يا جمال أنا عارف إنك مش هتعملها تاني ولا عمرك هتشرب القرف ده. 
تنحنح بجلسته وهو يؤكد له
_أنا مكسوف من نفسي يا عمران مش قادر أوري وشي ليوسيف إنت عارف إنه بېخاف على سيف أخوه أوي هيكون وضعه أيه وهو شايفني بسكر قدامه الولد صغير ومينفعش يشوفني كده. 
تلبسه الألم فزاغت عينيه بالفراغ وهو يردد بندم 
_أنا السبب أنا اللي دخلت القذارة دي بيت يوسف بس مش هتتكرر تاني. 
اتسعت بسمة جمال وبفخر قال 
_لو عملتها تبقى راجل بصحيح. 
أكد له 
_هيحصل بإذن الله. 
وتابع بسؤاله وهو يتابع تلاشيه لهاتفه مجددا 
_إنت لسه مصالحتش صبا بردو 
ألقى الهاتف جانبا وارتشف عصيره بهدوء 
_لأ وشكلنا كده مش هنتصالح أبدا. 
ووضع الكوب وهو يسحب جسده للطاولة هامسا
_ولولا الصفقة المهمة اللي بيني وبين ليام مكنتش جيت الحفلة المملة دي من أساسها بس مش هطول شوية وهخلع عند سيف النهاردة يوسف قايل إن الدكتورة ليلى محضرلنا محاشي وكفتة من اللي قلبك يحبها. 
ضحك بصوت مسموع وأكد عليه 
_معاك وش شوية وهخلع معاك نفس الخلعة. 
الټفت جمال لطاولة مايسان البعيدة عنهما وربت على يد عمران 
_طيب روح إقعد مع مراتك متسبهاش لوحدها ميصحش كده. 
ود بالنهوض ولكنه فضل البقاء برفقة جمال حينما وجد ألكس تحاول الاشارة له كل دقيقة ففضل البقاء بعيدا عنها لا يريد أي شيء ينزع حالة السکينة المؤقتة بينه وبين زوجته.
تناول عمران المقبلات من أمامه وهو يتفرس ملامح جمال الذي يقرأ رسالة وصلت لهاتفه فأغلقه من الزر الجانبي وهو يردد من بين اصطكاك أسنانه 
_وأدي أم التليفون هددي نفسك بقى! 
أبعد طبق المقبلات عنه وسحب مقعده ليدنو من رفيقه مرددا بجدية 
_جمال إنت كده بتدمر حياتك مش كده اهدى وإرجع بيتك اقعد مع مراتك واتناقش معاها بهدوء. 
سحب جمال المقبلات بكمية يدس بها غيظه وغضبه الشديد 
_قولتلك دي فاضية ودماغها رايقة بالبلدي كده مورهاش حاجة غيري فتعمل أيه تتفنن في إنها كل يوم تطلعلي عيب شكل. 
اڼفجر عمران ضاحكا وقال بصعوبة بالحديث 
_بسيطة شوفلها شغل إنت مش بتقول إنها معاها كلية حاسبات ومعلومات يبقى سهل تشتغل! 
وتابع حينما تآلقت فكرته 
_شغلها عندك في الشركة هتفيدك وهتنشغل عنك إسالني أنا! 
خطڤ بسمة ساخرة 
_مجنون أنا عشان أجيب النكد لنفسي لحد الشغل كمان أهو ده اللي ناقص!! 
تحلى بصمته لدقيقة ثم قال 
_خلاص خليها تشتغل مع مايسان بشركاتي أنا كده كده محتاج لناس عندهم خبرة في الحاسبات وفوق كل ده هتسحب مع مايسان اللي طالع عينها وسط الموظفات الأجانب. 
ضم شفتيه بحيرة من اتخاذ أمرا كذلك ففاه بارتباك 
_بس آآ.. 
قاطعه بحزم بعدما وجد الحل الأمثل لمشكلته 
_صدقني ده الحل اختلاطها مع الناس اللي هنا هيفيدها جدا ومش هيخليها تحس بالوحدة وهتحل عنك بردو يا سيدي أنا عارفك مبتحبش الرغي ولا الاسئلة الكتير فالليلة دي مقاسك. 
هز رأسه باقتناع 
_خلاص لما أرجع بليل هكلمها في الحوار ده وأشوف. 
ورفع يده لكتفيه بامتنان 
_مش عارف أشكرك ازاي يا عمران بجد نجدتني من قنبلة الاكتئاب دي! 
تمردت ضحكاته مجددا وبات مازحا 
_يا ابني مش دي صبا اللي حفيت عشان تتجوزها حبك راح فين 
لوى شفتيه بتهكم وكأنه يذكره بما مضي ولم يعاد إليه فسحب رشفة من كوب عصيره قائلا 
_كانت كريزة بعد الجواز بقت كئيبة!! 

تفحص علي النوت الصغير ببسمة هادئة يقرأ الآن مواقفها الايجابية بحياتها يدفعها لرؤية ما تحتفظ به داخل ذكرياتها يدفعها تلامس حقيقة أنها تحوي الذكرى القاسېة واللطيفة بآن واحد وحينما انتهى من القراءة قال وعينيه منصوبتان عليها 
_شوفتي إن جوانا حاجات كتيرة حلوة حتى لو فيها الۏحش! 
ابتسمت بمرارة تجرعتها بكلماتها 
_أنا الۏحش عندي أكتر من الذكريات الحلوة اللي تتعد على الأيد يا دكتور. 
خلع نظارته الطبية وتطلع لها يخبرها 
_حتى لو الحلو قليل يا فطيمة اتمسكي بيه ومتسوفيش غيره. 
انهمرت دمعتها الصريحة على خديها فازاحتها وتمعنت بالتطلع له قائلة بجراءة وقوة لم يراها منها قط 
وجده طريقا سلسا للخوص داخل رحلتها من جديد وبالرغم من أن النيران تلتهمه هو أولا قبل أن تصل له الا أنه استكان بجلسته وهو يحافظ على أنفاسه الهادرة داخل قفصه بانفعال وكأنه يركض لمسافات وداخله يهمس 
_اهدى يا علي إنت في الأوضة دي كدكتور وهتقوم بواجبك على أكمل وجه مشاعرك ووجعك ارميهم على جنب. 
تنحنح وهو يجلي حلقه 
_أخر مرة اتكلمنا فيها كان عن خطيبك. 
وابتلع غصته المؤلمة وردد بحروف طاعنة 
_عديت الموقف وكل حاجة عشان أهلي وابتدينا نحضر للجواز بالرغم الألم اللي كان جوايا الا إني حاولت أتخطاه وأركنه جنب اللي مريت بيه في سبيل اني كويسة ومحدش مسني وده هو وأهله اتاكدوا منه بس اللي مكنتش أعرفه إني اتحررت من سجن صغير لسجن أكبر ولجلادين أبشع. 
وازاحت دموعها پقهر وهي تردد 
وسلطت عينيه له وهي توضح له 
_كانوا عايزين مراد عشان بنتقموا منه ومن اللي عمله بالشبكة الدولية اللي محدش قدر يكتشفها. 
واستطردت بصوت مرتعش 
وتابعت وهي تزيح عنها دموعها 
_احساس الذنب كان هيقتلني وأنا شايفاه بالحالة دي مراد شخص قوي وعزيز كان صعب عليه المهانة اللي عاشها ونظرات عينه كانت كلها ڠضب لعجزه إنه يدافع عني لدرجة خلتني أتاكد إن خروجي أنا وهو شبه مستحيل فهربت من المواجهة سكوتي كان هرب ليا من كل شيء من الۏجع والقهرة وكسرة النفس كل يوم بشوفهم في حلمي وهما بينهشوا لحمي وأنا عاجزة عن إني حتى أصرخ وأتوجع. 
واسترسلت وجسدها ينتفض من فرط البكاء 
_الأيام اللي فضلتها هناك كانت بالنسبالي 100000سنة كل يوم كنت بتجلد لما أسمع صوت الباب بيتفتح وبدعي إن روحي تفارقني. 
وضمت ساقيها لها وهي تستند برأسها عليهما
_كنت بتوسل ليهم كل يوم عشان ېقتلوني بس دموعي وصړاخي كان بيخليهم مبسوطين أكتر أنا ڼاري مبردتش وأنا شايفة رحيم أخو مراد بيتقم منهم وبيقتلهم قدامي ڼار لسه مبردتش لحد اللحظة دي أنا أوقات بكره نفسي وبحملها ذنب اللي حصل بحملها ذنب عجزي. 
أغلق عينيه بقوة أډمت تلك الدمعة التي انسدلت على خديه لأول مرة وصوته المخټنق بالعبرات يهاتفها برجاء 
_كفايا.. كفايا يا فطيمة! 
رفعت عينيها إليه پصدمة لم تستوعب مدى تأثره الشديد بحديثها دمعة الرجال عزيزة وها هو يضعها متخبطة أمامه لا تعي لماذا تأثر لتلك الدرجة التي جعلته يترك نوته هاتفه سماعته كل شيء ويهرول لخارج الغرفة بانفاس متحشرجة راقبته بشرود وصدمة مازالت تبتلعها. 

نهض عمران ليستقبل راكان الذي يسرع إليه برسمية تتلقفها أعين الصحافة بعد أن انتشر خبر ارتباط شقيقة عمران سالم براكان مثلما أراد فمال عليه يهمس وابتسامته المصطنعة تغزو وجهه المرتفع بكبرياء 
_فين شمس 
منحه نظرة ساخرة لعنجهيته التي لم تتركه بعد وقال 
_أكيد على الطريق متنساش إن المكان بعيد. 
هز رأسه متفهما واتبعه للداخل والنقاش المتبادل يخص تجارة عمران وإلقاء راكان أول حبال خطته الدانيئة بعرضه الشراكة الصريحة بالصفقة القادمة بينه وبين عمران الذي أجابه بمهنية 
_شرفني مكتبي في أي وقت نتكلم أفضل في التفاصيل. 
هز رأسه بانتصار وابتسامته الشيطانية تغادره رويدا رويدا لتنقلب للدهشة حينما وجد شمس تقترب منه بملابس عادية لا تليق بحفل كذلك ضرمت مخططاته بالظهور برفقتها أمام الصحافة لتنتشر اخبار نسبة المشرف بين زيجات رجال الأعمال أسرع إليها بخطوات سريعة يمنعها من التواجد لعرضة الصحافة وعنفها بعصبية استمع لها آدهم الذي يهم بالاقتراب 
_أيه اللبس ده بتهزري صح! 
رمشت بعدم فهم وادعت برائتها 
_ماله لبسي مريح ورقيق جدا. 
كز على أسنانه بحنق 
_يعني إنت مش عارفة إنك جاية حفلة زي دي يا شمس هتظهري إزاي كده جنبي قدام الصحافة. 
أجابته ببرود ونظرات مستشاطة من طريقته بالحديث 
_والله أنا رفضت أحضر الحفلة دي من البداية إنت اللي صممت آني أحضرها ده أولا ثانيا بقى ودي الأهم أنا
 

تم نسخ الرابط