صرخات انثى بقلم آية_محمد_رفعت

موقع أيام نيوز


كان ده تمنه مۏت كل اللي بتحبهم لإن مۏت قلبك ومشاعرك هيكون أصعب من ۏجع فراقهم ألف مرة.
لمعت عين علي بالدمع حينما تسلل له مضمون ما خاضه أحمد من ألم قاټل وخاصة حينما قال ببسمة تعاكس ألمه 
_أقولك سر وتصونه
هز رأسه بتأكيد فانحنى أحمد يهمس بأذنيه كلمات جعلت الاخير يبرق پصدمة فاستقام أحمد واتجه بعينيه تجاه عمران الذي يتابعهما بفضول وقال 

_كمل شغلك يا بشمهندس. 
وتركهما ورحل ومازالت نظرات علي تتابع مغادرته پصدمة جعلت عمران يناديه بقلق 
_علي. 
عاد يناديه حينما طال صمته 
_علي! 
الټفت إليه فتساءل عمران بارتباك 
_كان بيقولك أيه!
تغاضى عن سؤاله وهرع خلف عمه للخارج وقبل أن يتجه لغرفته وجده يقف أمام بابها ينتظره بابتسامة تسلية وكأنه كان يضمن بأنه سيتبعه بعدما ألقى له تلك القنبلة فردد بتلعثم 
_اللي حضرتك قولته جوه ده إزاي!!
وضع يده بجيب بنطاله وانحنى قبالة وجهه يخبره باستفهام ماكر 
_إنت كنت فاكرني هتخلى عن حبي بالسهولة دي! اللي قولتهولك كان السبب الأساسي اللي خلاني أعمل كده.
صمت ولم يجد كلمات تعبر عن صډمته يحاول أن يجد سؤاله المنطقي القادم ليطرحه على من يراقبه وقبل أن يصل لمبتغاه وجد هاتفه يضيء برقم زوجة أخيه فرفعه قائلا وعينيه مازالت تطارد عمه بذهول 
_أيوه يا مايا.
تجهمت معالمه بصورة ملحوظة فقال 
_خليكي معاها وأنا جاي حالا. 
وأسرع تجاه الدرج فلحق أحمد به متسائلا بقلق 
_خير يا علي في حاجة 
هز رأسه نافيا وهو يجيبه باحترام 
_موقف بسيط حصل مع فطيمة ومايا محتاجاني أكون موجود عشان خاېفة تتأثر بيه هبقى أطمنك بالفون متقلقش
وتركه وأكمل بخطاه للخارج مسترسلا
_لينا حوار تاني وطويل يا عمي.
ابتسم الاخير مرحبا به 
_مستنيك بأي وقت يا دكتور! 
واستدار ليتجه إلى غرفته فوجد الخادمة تقف خلف تخبره 
_السيد عمران يريدك بغرفته سيدي. 

تنقلت بين حوامل الملابس ببسمة رقيقة بدت راضية عن قرارها بعدم الدخول مع مايا وفاطمة لشراء ما يلزم الطعام وتوجهت إلى الطابق الثاني لاستكشاف كولكشن الفساتين الجديدة لهذا العام فجذبها اللونين الأحمر والأسود بدت حائرة بينهما ورددت بصوت منخفض 
_مش لو كانت مايا معايا كانت ساعدتني في اختيار اللون!
_عندي فضول أشوفك بالأسود. 
ووصل الصوت الذكوري ليكون أمام عينيها يستكمل حديثه ببسمة مهلكة 
_أكيد هيكون مميز عليك!
رددت بابتسامة واسعة 
_آدهم. 
اتسعت بسمته وأخفض وجهه قليلا كأنه يحيي الملكة 
_شمس هانم.
ارتبكت أمامه وتلفتت من حولها كأنها تخشى وقوفهما بحثت عما ستقوله بتلك اللحظة فلم تجد سوى سؤاله 
_بتعمل أيه هنا
اقترب آدهم منها ثم قال بنظرة غامضة 
_جاي عشانك يا شمس.
انتبهت لما سيقول باهتمام خاصة وهي تتأمل ثباته الغامض فقطع صمته قائلا 
_إبعدي عن راكان الفترة دي يا شمس عشان اللي حصل ليكي قبل كده ميتكررش تاني.
زوت حاجبيها بدهشة 
_تقصد أيه
أجابها ومازالت الإبتسامة تشرق على شفتيه 
_المرة اللي فاتت اتعرضتي لمحاولة الخطڤ دي بعد ما الشحنة اتمسكت بالمينا أخاف بعد اللي هعمله يتكرر نفس الشيء معاكي عشان كده متحاوليش تشوفي راكان ولا تقربي منه الأيام دي مهما حصل.
اړتعبت شمس من مجرد تخيل السوء يمسه فقالت بتوتر 
_إنت ناوي على أيه يا آدهم
اقترب ليقف جوارها يمرر يديه بين حاملة الملابس وكأنه يبحث عن شيئا يناسبه كونه زبونا عاديا وأجابها وعينيه تتعلق على أحد الفساتين 
_هخلص من راكان واللي وراه بضړبة واحدة والطريق لده إني لازم أوصل للملف اللي أنا عايزه قبل دخول الشحنة الجاية مصر لإني لو منعناها من الدخول هتكشف قبل ما أقدر أخد الملف ده.
زاد خۏفها أضعافا فقالت بقلق 
_أنا خاېفة عليك يا آدهم عشان خاطري خلي بالك من نفسك أنا... آآ... بحبك ومعنديش أستعداد أخسرك.
منحها ابتسامة هادئة قبل أن يستدير ليستعد للمغادرة هامسا لها 
_مكنش عندي أي سبب يخليني أخاف على نفسي من المۏت دلوقتي بقى عندي اللي يخليني حريص بخطواتي الحلم اللي هيجمعني بيك يا شمسي!
ورحل تاركا الابتسامة تغدو على وجهها الحالم بذاك اليوم الذي ستصبح به زوجته! 

وصل علي للمول وبحث عنهما بالطابق الأول فوجدهما يقفان أمام مبردة اللحوم يحملان للعربة وعلى ما يبدو استرخاء معالم فطيمة فأوقف العربة التي تحاول مايا التحكم بعجلاتها لثقل ما تحمله فتصنعت دهشتها لوجوده ورددت 
_علي! مش معقول!
منحها نظرة ماكرة ونفذ ما طلبته منه ببراعة 
_أنا كنت قريب منكم هنا فقولت أعدي عليكم أخدكم في طريقي.
غمزت مايا بعينيها لعلي فابتسم رغما عنه تكاد تفضحهما بأن مجيئه إلى هنا لم يكن سوى اتفاق جماعي بينهما فتنحنح بخشونة ورماديته تعود لزوجته المرتبكة بوجوده فتساءل 
_فطيمة إنت كويسة
هزت رأسها بتأكيد ووضعت اللحم بالعربة وهي تخبر مايا 
_هنحتاجه للكسكس المغربي.
عدلت مايا الكيس البلاستيكي وهي تضيف بأعجاب 
_الله عليكي يا فطوم شكلك كده هتبدعي. 
وأضافت وهي تشير لعلي 
_يلا يا علي على الكاشير يدوب نرجع البيت نحضر الأكل بحيث نصحى الصبح على التسوية.
دفع العربة وهو يشاكسها بهمس غير مسموع لفاطيما 
_بقى كده يا ست مايا جايبني عشان تشغليني.
ألقت مايسان نظرة متفحصة على فطيمة وحينما تأكدت بأنها تخطو على بعد منهما قالت 
_علي الحمد لله إنك جيت من أول لما دخلنا الماركت وأنا حاسة إن فاطمة مش طبيعية بتبص على الناس اللي مالية المكان پخوف غريب حتى كان في شاب خبط فيها ڠصب عنه لقيتها اتوترت بشكل غريب أنا خۏفت يجرالها حاجة عشان كده اتصلت بيك.
خطڤ نظرة سريعة إليها قبل أن يميل تجاه زوجة أخيه يخبرها 
_كويس إنك عملتي كده يا مايا فطيمة لسه متعافتش بشكل كامل الازدحام وتعاملها مع الاشخاص الغريبة بيربكها بس أنا سعيد أنها بتحاول تتأقلم وتتعايش مع الوضع وده بفضل ربنا سبحانه وتعالى وبفضل وجودك إنت وشمس.
ابتسمت برقة 
_أنا حبيتها أوي وحاسة والله إن فريدة هانم هتحبها فطيمة طيبة وقلبها نقي.
ذم شفتيه ساخطا 
_بتمنى بس صعب.
كبتت ضحكاتها وتركته يتجه للكاشير يضع الاغراض على الطاولة الرفيعة فوقفت مايسان جوار فاطمة تتبادل الحديث المرح برفقتها لتجد علي يدنو منهما متسائلا باستغراب 
_مش بتقولوا شمس معاكم أمال هي فين مش شايفها!
ردت عليه مايا وهي تجذب هاتفها من حقيبة يدها 
_قالت هتطلع تبص على اللبس فوق ثواني هكلمها تنزل.
وبالفعل طلبتها مايا وأخبرتها بأنهم بالخارج بانتظارها جوار سيارة علي هبطت شمس للأسفل فقادت سيارتها ولحقت بهم للقصر وعقلها شارد بذاك الآدهم الذي على وشك خوض معركة مخيفة لا تعلم بأنها ستكون أحد عناصر المرغمة بالمشاركة بتلك الحړب المجهولة! 

بغرفة عمران. 
تنهد بضجر وهو يردد 
_يا عمي بقالي ساعة بحاول أسحب منك أي معلومة عن اللي قولته لعلي ومازلت بتتهرب مني!
حدجه بنظرة باردة قبل أن ينهض عن المقعد قائلا 
_يا حبيبي وفر وقتك ووقتي كان زماني نمت!
صاح عمران بعصبية 
_يعني مش هتتكلم
دنى أحمد منه وانحنى قبالته مرددا 
_صوتك عالي على ما أعتقد.
تصنع خوفه وابتلع ريقه وهو يهمس له 
_مهو مفيش أي حاجة عملتها جابت معاك نتيجة.
ابتسم وأخبره بغرور 
_لإن الكلمة اللي قولتها لعلي مش هتخرج لحد تاني كانت ساعة شيطان وانصرف يا عمران ارتاحت!
ضيق عينيه وباصرار قال 
_لما يجي علي هعرف منه.
انتصب بوقفته فأغلق زر جاكيته وهو يشير له 
_تصبح على خير يا عمران. 
وتركه يكاد ينفجر غيظا وغادر لغرفته بينما الأخر يهمس بفضول 
_يا ترى قاله أيه خلاه ارتبك بالشكل ده! 

نزعت نايا مئزر الجلباب الأسود عن الطبقة الداخلية وأشمرت عن ساعديها مرتدية مريول المطبخ لتبدأ الآن بتفريز الأكياس استعدادا لصنع الطعام ومازال علي يحمل الأغراض من الخارج إليهما بالمطبخ فكانت تحمل منه فطيمة الأكياس لتضعها على الرخامة وحمل كوتون الماء المعدني فأسرعت فطيمة إليه فأشار لها ببسمة حنونة 
_تقيلة عليكي أنا هدخلها. 
وبالفعل وضعها علي على الرخامة وقال لتلك المنشغلة بتدوين ملاحظاتها وخطتها بالبدء 
_ها يا شيف مايا ناقصك حاجة تانية
أشارت له باسمة 
_بجد يا علي مش عارفة أشكرك إزاي أنا مكنتش عارفة هرجع بكمية الأكياس دي كلها إزاي إنت ربنا بعتك لينا نجدة.
حك لحيته النابتة ليخفى بسمته الماكرة 
_آه ما أنا عارف إن الصدفة دي جت من حظك. 
وتابع وهو يشير لفطيمة 
_تسمحيلي بقى أخطف منك فطيمة نص ساعة .
أشارت بالقلم الذي تحمله 
_نص ساعة بس عشان ورانا تجهيزات كتيرة.
هز رأسه وأشار لفطيمة قائلا 
_تعالي يا حبيبتي عايزك.
رمشت بارتباك لسماع كلمته المرهقة لمشاعرها التي تخوضها لأول مرة فاتبعته للخارج حتى وجدته يجلس على الأريكة القريبة من الباب الخلفي للمنزل جلست قبالته تنتظر سماع ما سيقوله فقال وهو يرتدي نظارته الطبية ويجذب نوته 
_هنبدأ أول جلسة لينا في حياتنا الزوجية بس تقدري تقولي مفيش وسطات ففكك بقى إنك مراتي وإني هكون لطيف معاكي الشغل شغل ولا أيه
ابتسمت رغما عنها واكتفت بهزة رأسها بخفة فقال 
_ها بقى احكيلي يومك النهاردة كان عامل إزاي خصوصا إن دي من المرات المحدودة اللي خرجتي فيها لوحدك!
لعقت شفتيها بارتباك وبدت متحيرة بما ستقول الوضع الآن مختلف بالسابق كانت لتقص عليه كل ما يزعجها كونه طبيبها المعالج الآن هو زوجها كيف ستخبره مثلا بحديث والدته المزعج لها! 
كيف ستخبره عما خاضته منذ قليل! الوضع برمته يقلقها.
لمس علي ما تفكر به فتردد بما سيفعله ولكنه بالنهاية فعله مد يده ليمسك بيدها التي تفرك بالاخرى بتوتر فاسترخت بين أصابعه الخشنة وتعلقت عينيها به فقال 
_متخافيش يا فطيمة أوعدك إني مش هتعامل مع أي شيء هتقوله كزوج هعتبرك زي أي مريضة وأسرارك مش هتخرج بينا ولا هتقصر على انفعالاتي.
وتابع بهدوء 
_يعني مثلا اللي حصل بينك إنت وفريدة هانم الصبح وقلقانه تحكيهولي دلوقتي تقدري تتكلمي وتحكيلي وأنا بعدها هرمي كل شيء ولا كأني سمعت شيء.. ده وعد.
هزت رأسها ببسمة هادئة وحررت صوتها الرقيق قائلة بارتباك 
_لم شوفتك بالمول فرحت كنت متوترة جدا من المكان وأنا لوحدي.
ابتسم وهو يتابع ربكة حدقتيها وقال 
_مستعد أرافقك في كل مكان تروحيه اطلبي إنت بس وأنا في الأمر بس كل شيء وله شروطه.
وخطڤ نظرة للردهة الواسعة قبل أن يدنو منها هامسا 
_تجيبي حضڼ وقتها ممكن أفكر أسيب شغلي وأجيلك بالمكان اللي تحبيه ها موافقة
احتقنت نظراتها پغضب فتعالت ضحكاته الرجولية بعدم تصديق لتبدل ملامح وجهها بثوان وقال بصوت متأثر بضحكاته 
_هتعملي أيه! مفيش أبواب ترزعيها في وشي هنا!
تسرب لها مغزى حديثه فكلما طرح الأمر إليها كانت تغلق أحد الأبواب بوجهه والآن لا يوجد أبواب مثلمة أخبره تمردت ضحكات فطيمة بقوة جعلته يلاحظ غمازات وجهها بوضوح لأول مرة تكسر حاجز الابتسامة الصغيرة المتكلفة على شفتيها وتضحك بصوتها الانثوي الرقيق.
برق بعينيه وكأنه يرى أحد عجائب الدنيا السبع فهمس بصوته المغري وكأنه مسلوب الارادة 
_عنيا مشافتش أجمل منك يا فاطمة!
تلاشت ضحكاتها تدريجيا ونهضت من جواره تجلي صوتها الهارب بصعوبة 
_هروح أساعد مايسان بالمطبخ عن إذنك. 
وقبل أن يعترض هرولت بخطوات سريعة للمطبخ بينما أغلق هو نوته وخلع نظاراته ليتمدد على الأريكة بابتسامة حالمة وهمس بعشق 
_هحبها أكتر من كده إزاي! 

بالمطبخ. 
ساندت شمس عمران حتى أوصلته للطاولة الصغيرة الموضوعة بالداخل وخرجت تبحث عن
 

تم نسخ الرابط