صرخات انثى بقلم آية_محمد_رفعت
المحتويات
فرفع ذراعيه للاعلى كابتا ضحكاته بتمكن
_مش هتتكرر أوعدك!
عادت تدنو منه مجددا لتردد بارتباك
_فين أوضتي عايزة أرتاح وبكره نبقى نتكلم يا دكتور.
ردد ببلاهة
_دكتور!!
عبست معالمها بحدة
_عايزة أرتاح ممكن
هز رأسه بتفهم واتجه للطابق الثاني وهي من خلفه تتفادى مرات سقوطها من طول الفستان بصعوبة فاستمعت إليه يهمس بحنق
توقفت فجأة حينما وجدته يفتح أحد أبواب الغرفة مستديرا ببسمته الهادئة ورزانة صوته المحبب لمسمعها
_دي أوضتك يا فطيمة والأوضة اللي جنبك على طول دي أوضة شمس واللي بعدها أوضة مايا.
هزت رأسها ببسمة صغيرة فتابع وهو يشير على الغرفة التي تجاورها من الجهة الاخرى قائلا
_ودي أوضتي واللي جنبها أوضة عمران.
_عمران!
قرأ ما يدور بعقلها بذات اللحظة فابتسم وهو يردد
_أيوه عمران ومايسان مش عايشين مع بعض في أوضة واحدة زي حالتنا كده.
وتابع ساخرا
_نحن هنا نختلف عن الاخرون وإن شاء الله لو حد من برة العيلة اكتشف اختراع الأوضتين ده آل سالم هتبقى مهزلة السنين وبما إنك فرد جديد بالعيلة فرجاءا السر يبقى في بير!
_تصبحي على خير يا فطيمة.
كاد بالمغادرة فاستوقفته منادية
_دكتور علي.
عاد إليها بملامح عابثة
_دكتور!!!
وتفادى ذاك المأزق حينما تساءل ساخرا
_خير يا فطيمة نسيتي تاخدي رشتة الدوا
كبتت ضحكاتها وتساءلت باهتمام كاد باضحكاه
مرر لسانه على شفتيه بتسلية فدنى منها والاخرى تتراجع للخلف حتى اصطدمت بالحائط فتصنع أنه يهمس لها خشية من أن يستمع له أحدا فقال
_في الدور اللي تحت وبالأخص بالمكان اللي جبتك منه يعني رفضتي حضڼ علي البريء وجريتي تتحامي بالكتعة!
جحظت عينيها صدمة وكأنها مازالت محتبسة بالأسفل أمام تلك الغرفة فمنع ضحكته وهو يهز رأسه متحليا بملامح الاكشن
وتابع ويده تشير على احد الغرف المتطرفة للدرج
_ده حتى عمي خاف يقعد معاها تحت في نفس الدور سابها وبينام جنبنا هنا.
رفعت يدها تضم قلبها المرتجف ففور تحقق هدفه قال بمكر
_لو حصل أي حاجة اجري على أوضتي وأنا أوعدك اني أفديكي بروحي!
وأشار لصدره بدراما أوحت لها بأنها على وشك أن تلقي حتفها على يد مچرما دوليا
منحته نظرة مرتبكة واكتفت بإبماءة رأسها فابتعد ليفسح لها المجال فما أن رأها تتجه لغرفتها حتى استند على بابها يردد بهيام
_مش هتجيبي بقى.
تساءلت بدهشة
_اجيب أيه
أجابها بمنتهى الجدية
_حضن من تحت الحساب عشان أقدر أحميك من الكتعة بضمير.
احتقن وجهها بشدة فأغلقت الباب بوجهه وأخر ما تردد لها صوت ضحكاته الرجولية التي زرعت على وجهها البسمة تلقائية وخاصة حينما مال علي على الباب ليهمس بحب
_بكره حضڼي هيكون ملجأك الوحيد!
حملت كوب المياه واقتربت من الفراش تقدم له الكوب وحبات الدواء التقطهما منها عمران وتجرعهما بمرارة جعلته يغلق عينيه بتقزز
_طعمهم مر زي نظراتك بالظبط.
منحته مايسان نظرة غاضبة قبل أن تجذب الغطاء على جسده مرددة بجمود
_تصبح على خير.
وكادت بالرحيل فجذب معصمها إليه يبتسم وهو يخبرها
_غيري رأيك وأنا هشوف كل شيء تقدميه ليا أجمل شيء أكلته في حياتي.
منحته نظرة شرسة قبل أن تجابهه بتحديها
_اللي بتفكر فيه ده مستحيل يا عمران.
وجذبت يدها ثم استقامت بوقفتها فقال بحزن مصطنع
_يعني إنت يا مايا عجبك منظرنا كده قدام أنكل أحمد وفطيمةهيقولوا أيه وكل واحد فينا بينام بأوضة
ردت بضحكة صاخبة
_إنكل أحمد عارف بوضعنا من زمان وإن كان على فطيمة بكره تتعود يا حبيبي.
ضم شفتيه معا بقلة حيلةهامسا بسخط
_قاسية بس بمۏت فيك!
منحته بسمة ساخرة وجمعت الادوية تعيدها لمحلها وهو يتابعها بنظرة حب فأجلى صوته الواجم ليصوبه فجأة لها
_بطلتي تحبيني يا مايا
تصلبت يدها الممسكة بالكوب لدرجة جعلتها لا تشعر بانزلاقه من بين يدها فأسرعت تجلس قبالته على الفراش وهي تتساءل پصدمة
_بعد كل ده بتسألتي بطلت أحبك
بالرغم من أن قلبه يخفق ألما لنطق كلماته ولحالتها التي يراها الآن الا أنه باشر ماكرا
_طيب ليه البعد ده بينا يا مايا ما خلاص اللي كنتي عايزاه عملتهولك! بعدت عن ألكس وآ
قاطعته حينما تحرر صوتها الباكي
_فاضل إنك تكسب قلبي من جديد يا عمران
وتابعت وقد تركت العنان عن تلك الدمعات
_مش معنى إنك قطعت علاقتك بألكس إني كده ارتاحت الخۏف لسه جوايا وبيكبر يوم ورا التاني.
اعتدل بجلسته وهو يتساءل بدهشة
_خوف مني أنا يا مايا
هزت رأسها نافية وأخبرته موضحة
_من شيطانك يا عمران خوف من بكره يكون في ألكس جديدة في حياتك خوف إنك تضعف من تاني قدام أي واحدة ست أنا عايشة قلقانه ومش قادرة أديلك الثقة بالرغم من إني بحبك.
وأخفضت عسليتها عن رمادية عينيه المهلكة تترجاه پبكاء
_من فضلك اديني الفرصة اللي أقدر بعدها أخد قرار القرب منك بدون خوف ولا قلق.
جذبها لاحضانه بقوة وصوته يتحرر لآذنيها
_أنا آسف يا مايا.. آسف على كل حاجة يا حبيبتي أوعدك إن اللي جاي من حياتنا هيكون ملكنا إحنا وبس.
قبضت على قميصه بقوة تعلقت به وكأن أحدهم يحاول انتزاعها من أحضانه. مرر يده على خصرها بحنان وجاهد بقوته رفع ذراعه الأيسر ليحاوطها به هو الأخر.
ارتعشت يده لدرجة جعلت اقترابه بطيء وقبل أن تصل إليها انتفضوا معا على صوت انفتاح باب الغرفة ليطل من أمامهما علي مرددا
_عمران آ..
انقطعت جملته حرجا فاستدار سريعا للخلف وهو يصيح
_أنا آسف كنت فاكرك لوحدك.
دفعته مايسان للخلف بوجها مصطبغ بالحمرة وهرعت للخروج وهي تردد على استحياء
_أنا كنت خارجة.
وصفقت الباب من خلفها پعنف فاستدار علي لعمران الذي يكاد يهرول إليه بالسکين المجاور إليه فاقترب علي يجلس على المقعد وهو يتابع بسخرية
_أيه بتبصلي كده ليه!
أجابه من بين اصطكاك أسنانه
_عايز أقتلك هكون ببصلك ليه!
ضحك وهو يجيبه مشاكسا
_أنا نفسي أفهم أنت جايب شجاعة خوض المعارك دي منين يا ابني مش كده اهدى حتى لحد ما تسترد صحتك!
هدر منفعلا
_وأنا كنت اشتكيتلك يا جدع!! أنا حر أعمل اللي أنا عايزه واللي أعرفه إن في ساعات محظورة مينفعش ټقتحم فيها اوضة راجل متجوز!
اڼفجر علي ضاحكا وصاح من بين سيل ضحكاته
_من أمته ده!! الله يرحم لما كنت بتلمحها معدية من قدام أوضتك صدفة كنت بتقوم قيامتها!
واستكمل بخبث
_بس تمام هديك وعدي ووعد الدكتور علي مبيترجعش فيه.
راقبه باهتمام لسماع وعده فاخبره بغمزة تسلية
_لما تجمعكم أوضة واحدة والنفوس تتصافى مش هتلمح طيفي في أوضتك تاني ها كده مرضي
ذم شفتيه بسخط وزفر پغضب
_كنت جاي ليه إخلص!
لكزه بقدمه بضيق
_في واحد يكلم أخوه الكبير كده!
ركل قدمه بعيدا عنه بعصبية
_أنت جاي نص الليل تديني محاضرات ما تنجز يا علي عايز أتخمد!
وضع قدما فوق الاخرى باسترخاء بارد
_لا اهدى كده عشان تفهم اللي هقولهولك كويس.
هز رأسه وتابعه بنفاذ صبر وهو يجذب كوب المياه يرتشف ما به فسحب علي نفسا مطولا قبل أن يقول
_أنا شايف إن جيه الوقت اللي نجوز فيه فريدة هانم.
سكب ما بفمه بوجه علي هامسا پصدمة
_فريدة هانم اللي هي أمك!!!
أزاح بمنديله الورقي المياه بتقزز وهدر بانفعال
_أمال هتكون مين يعني!
جحظت أعين عمران وتساءل
_علي إنت شارب حاجة ولا اللي حصل تحت من شوية خلاك تفكر إزاي تتخلص من فريدة هانم!
زفر پغضب
_لا ده ولا ده كل الحكاية إنها صعبانه عليا إنت دلوقتي متجوز وأنا فرحي بعد اسبوع وشمس هي كمان فرحها بعد الامتحانات يعني ماما هتكون لوحدها يا عمران ضحت بعمرها وشبابها كله عشانا وجيه الوقت اللي تعيش فيه حياتها ومتكنش فيه لوحدها.
بالرغم من سخافة ما يستمع الا أنه لم يستمع عدم التأثر بحديثه فقال بسخرية لازعة
_طب ويا ترى بقى لقيتلها العريس المناسب
هز رأسه وأجابه
_عمك... أحمد.
برق عمران صدمة تفوق صډمته فجذب جسده تجاه مقعده وهو يردد بعدم استيعاب
_ده إنت بتتكلم جد بقى!!
صړخ بعنفوان
_أمال يعني جاي أهزر! ما تفوق وتتعدل!
قال وهو يحاول التحكم بهدوئه
_أنا معنديش اعتراض طبعا بس اللي بتقوله ده مستحيل فريدة هانم تقبله سبق وعمك اتقدملها زمان وهي رفضت فأكيد هترفضه دلوقتي.
نهض عن المقعد وأسرع بالجلوس جواره
_ودي مهمتنا بقى نقرب بينهم ونخليه تقبل الجواز بيه.
صمت يفكر بحديثه وهلة ثم قال بضجر
_أيه يعني اللي طلع الموضوع بدماغك واشمعنا عمك أحمد!
زفر پغضب فلم يكن يريد البوح عن ذاك السر ولكن لا طريق أمامه سوى مساعدة عمران وتقبله بالأمر فقال بحزم
_عمران فريدة هانم وعمك بيحبوا بعض من قبل ما تتجوز بابا.
جحظت عينيه صدمة وصاح
_أيه!!
لأول مرة ينتابها احساس الهزيمة اليوم تجرأ عليها أحد أبناءها وتحرر قاطعا احدى الخيوط التي تحاوط معصمه شعرت فريدة بتلك اللحظة بأنها تختنق فخرجت للشرفة تشم الهواء ليسع لقصبتها التنفس انحنت على السياج ساندة رأسها لذراعيها والهواء يحرك خصلاتها بقوة ضغطت على ذراعيها بغل ورددت من بين انهدار اتفاسها
_استني عليا وشوفي هعمل فيكي أيه الجوازة دي مش هتتم وقبل معاد الفرح هيكون كل شيء انتهى!
انتهت فطيمة من أخذ حمامها الدافئ وارتدت منامة بنية من الخزانة التي وجدت بها ملابس رقيقة قد أحضرتها لها مايسان وشمس صباح هذا اليوم ثم بدأت باستكشاف غرفتها بحماس فخرجت للشرفة ومن ثم ولجت لكل دكنا بها فأكثر ما أعجبها لونها الأبيض المريح والفراش الذهبي الذي يتوسط أرضيتها بالاضافة لمكان مخصص لتبديل ملابسها.
استقرت عينيها على ذاك الباب المصفوف بمنتصف الحائط الخاص بالفراش فكانت تظنه باب الحمام الخاص بالغرفة ولكنها وجدته ينجرف على الجهة الاخرى فاتجهت تحاول فتح الباب لاستكشاف ماذا يطل
فتح الباب أمامها لتجده يصلها لغرفة قاتمة الظلام أضاءت فطيمة الاضاءة لتتمكن جيدا من رؤيتها فتفاجآت بصور علي تمليء الغرفة حتى الخزانة المحاطة بأحد زواياها كانت تخص ملابسه التي يصعب عليها نسيانها.
بالرغم من ارتجاف جسدها رهبة من تواجدها بمكانه الخاص الا أنها سمحت لذاتها بتفحص غرفته باهتمام كبير فجذب انتباهها مكتبته الصغيرة القابعة جوار النافذة اتجهت إليها بتردد فلفت انتباهها عناوين الكتب المختارة على الرفوف وأغلبهم للعراب أحمد خالد توفيق الكاتب المصري الذي حصل على عشق فطيمة لرواياته وأعماله الأدبية وبالرغم من صعوبتها بالحصول على أغلب رواياته ورقيا الا أنها كانت تقرأهم على الانترنت وتمنت يوما الحصول عليها وها هو علي يغنتم تلك الغنيمة التي كانت أسمى طموحاتها يوما.
وما جذب انتباهها وجود أكثر من عمل له فجذبت الكتب تراقبها باهتمام بالغ وبسمة حماس جعلتها لا تتمنى عودة علي لغرفته الآن بينما هو يستمتع بتأملها من خلف الباب المؤارب بعدما كان بطريقه لغرفته حينما انتهى من قص قصة أحمد وفريدة لعمران فصدم برؤيتها داخل غرفته لذا حرص الا يقلقها بظهوره بالداخل فهو أكثر الاشخاص معرفة بحالتها.
تمنى لو قضى عمره بأكمله يراقبها هكذا سعادتها بالكتب كانت تزرع بسمته على شفتيه دون ارادة
متابعة القراءة