صرخات انثى بقلم آية_محمد_رفعت

موقع أيام نيوز


عايزة أظلمك معايا اتجوز يا أحمد وخلف أولاد يشيلوا إسمك قبل فوات الأوان.
تنهد بۏجع ويده تفرك جبينه صوت أنفاسه الثقيلة كانت مسموعة بشكل أربكها أحمد القوي يبدو ضعيفا أمامها للمرة الأولى لطالما كان عزيزا شامخا.. قويا لا يتأثر بأي شيء اړتعبت فريدة من صمته واختلاج أنفاسه داخل صدره بذاك الشكل فهمست بخفوت ويدها تمتد بتوتر لكفه المرتخي على ذراع المقعد 

_أحمد!
فتح رماديته الداكنة ومال برأسه تجاهها فأتاه سؤالها المتلهف 
_مالك إنت تعبان أجبلك دكتور
تعمق بالتطلع لها بملامح جامدة تطيل بها ولسانه يردد ساخطا 
_تعبي مالوش علاج عند أي دكتور يا فريدة ريحي نفسك.
واتشح ببسمة ساخرة مستكملا 
_بتوجعيني وعايزة تعالجيني!
تدفقت دمعة خائڼة من عينيها الزرقاء وهمست پألم 
_إنت متعرفش حاجة يا أحمد متعرفش حاجة.
ضم شفتيه بسخرية 
_والله.. طب عرفيني إنت!
توترت قبالته ونهضت بعصبية عن جلستها هاتفه بارتباك 
_يا أحمد افهمني أنا مش عايزة أظلمك.
نهض خلفها يخبرها 
_سبق وظلمتك وجيه الدور عليا إدفع التمن ثم إني مش شايف إنك هتظلميني علي وعمران وشمس أولادي وبالنهاية حاملين اسم الغرباوي بالنهاية.
وهمس رغم تخاذل الألم أضلعه 
_غصب عنك وعن الكل هما من لحمي ودمي حتى لو انت مش شايفاني أنفع أب ليهم.
استدارت إليه تدافع عن ذاتها پصدمة 
_أنا مقولتش كده أبدا ده أنت أحن عليهم من سالم الله يرحمه.
أخرج زفيرا قويا اتبعه قوله الذي خرج ببطء 
_اسمعيني يا بنت عمي دي فرصتك الاخيرة يا نكتب كتابنا ونعلن جوازنا مع علي بعد بكره يا هرجع على مصر وهكون عم لاولادك بس المرة دي هتكون أخر فرصة ليكي يا فريدة لاني خلاص فقدت كل صبر كان جوايا ليكي.
وتركها وإتجه ليغادر بسئم من الاحاديث الغير متجددة بينهما وقبل أن يحل عقدة الباب وجدها تقول 
_موافقة.
رمش بعدم تصديق لما استمع إليه فاستدار إليها يحاول التأكد مما تلقاه منذ قليل فأجلى حلقه الجاف قائلا بتوتر 
_موافقة على أيه بالظبط.
قطعت هي المسافة القليلة بينهما وقالت وهي تفرك أصابعها كالمراهقة التي تعترف بحبها 
_موافقة تكونلي زوج يا أحمد.
تنهد بتعب واضح على ملامحه المجهدة 
_أخيرا يا فريدة أخيرا!
منحته ابتسامة مشرقة وابتعدت من أمامه على الفور تاركته يبتسم وهو يتطلع لاثرها بعدم تصديق فجلس على المقعد وهو يردد بفرحة
_اللهم لك الحمد حتى ترضى!!
دعوته المعلقة لأعوام باتت صداها ملموس الآن وأخيرا انتهى عڈابه وارتوى بعد صبرا رشفة كانت هنيئة لقلبه النازف ولكن ترى سره العالق بصدره سيظل مدفونا! 

طرق علي على باب غرفتها وحينما استمع لإذنها بالدخول ولج يبحث عنها فوجدها تجلس أمام المرآة شاردة الذهن ويدها تتمسك بفراشة الشعر تمشط شعرها بعشوائية وغير اهتمام.
جذب منها الفراشة وجلس خلفها يمشط شعرها البني الطويل بهدوء ونظراته الحنونة لا تفارق انعكاس صورتها بالمرآة عادت برأسها إليه مستندة على صدره ويدها تتعلق برقبته 
_كويس إنك جيت أنا محتاجالك.
صوتها المحتقن كان يحمل أثر بكاء ممزق داخلها زرع القلق داخله فرفع جسدها إليه وتساءل بقلق 
_مالك يا روحي وليه حابسة نفسك في أوضتك من الصبح ومنزلتيش مع مايا وفطيمة
هوت دمعاتها على وجنتها ورددت بهمس ضعيف 
_خليك معايا يا علي..
تمزق قلبه لرؤية طفلته الصغيرة تبكي فلف جسدها إليه وضمھا بكل قوته تمسكت بقميصه من الخلف وبكت بصوت مسموع 
_أنا مفتقدة بابا أوي وبشم ريحته فيك لما بتاخدني في حضنك.
أدمعت عينيه حينما استمع لما تقول فانحني يطبع قبلة عميقة على جبينها وقال بشك لا ينحاز عن عقله الذكي 
_شمس انت عرفتي بموضوع جواز عمي وفريدة هانم
هزت رأسها وقالت ومازال رأسها مدسوس باحضانه 
_عمران قالي ڠصب عني يا علي مهما كنت بحب أنكل أحمد بس الموضوع مش سهل صدقني.
مسد على ظهرها بحنان وهمس لها 
_فاهمك وفاهم مشاعرك يا حبيبتي بس صدقيني اما تهدي كده هتلاقي إن أنكل أحمد هو المناسب والأحق إنه يكون مكان بابا الله يرحمه متنسيش يا شمس إنك بكره هتتجوز وهتسيبي البيت وتروحي تعيشي في بيت زوجك وأنا وعمران كل واحد فينا هيكون له حياته المستقلة بالنهاية يا شمس ماما هتكون لوحدها إنت حابة تشوفيها عايشة بالوحدة دي
هزت رأسها رافضة لما يقول وعاد صوتها الهزيل يصل لمسمعه 
_ميرضنيش ومستحيل هعارض الجوازة دي أوعدك إني مش هبين شيء ليها.
رفع ذقنها إليه مانحها ابتسامة جذابة 
_كده أقول عليكي كبرتي وعقلتي.
منحته ابتسامة رقيقة وعادت تميل برأسها على صدره ثم قالت بخجل 
_علي.. ممكن تخليك معايا النهاردة.
حمل جسدها إليه وزحف بها للفراش فتمدد عليه وضمھا إليه بحنان مثلما كان يفعل حينما كانت تتسلل لغرفته ريثما يطاردها كابوسا مزعجا أو ترى فيلما من صيحات الړعب القاټل استحوذ الأمان عليها وخاصة حينما همس إليها 
_أنا هنا في أي وقت هتكوني محتاجالي فيه يا شمس أنا معاكي سندك وأمانك أبوكي وأخوكي وصديقك وحبيبك..اللي جاهز يحارب الدنيا كلها عشان سعادتك ومهما كبرتي هفضل شايفك الطفلة اللي ماسكة ايدي عشان أعديها الطريق.
ابتسمت وهي تغفو بين ذراعيه بانهاك يتبع تؤرم عينيها وفكرها المرهف مسد بيده على خصلات شعرها بحنان وظل يردد الآيات القرآنية يرقيها بها حتى لحق بها هو الأخر وسقط بنوم ثقيل. 

ودع عمران أصدقائه بحبور وعاد للداخل يبحث عنها ليشكرها بامتنان على ما فعلته لأجله وجدها تعاون الخادم بحمل الأطباق ووضعها بغسالة الأطباق وحينما استدارت وجدته يدنو منها ويشير على الباب 
_عايزك.
أبعدت مريال المطبخ عنها وقالت بتعب 
_حاضر بس أطلع أخد شاور وأغير هدومي الأول لحسن مش قادرة.
هز رأسه بتفهم وقال وهو يرفع يده لها بتسلية 
_خديني معاك أستناك لما تخلصي ونتكلم.
أسندت يده للمصعد ومن ثم ولجت لغرفتها فوجدته يجلس على الفراش ويراقبها باهتمام تحركت بارتباك لخزانتها تجذب بيجامة من الستان وتتجه لحمام الغرفة وقبل أن تغلق بابه قالت بحرج 
_تحب أوديك أوضتك لحد ما أخلص وأجي نتكلم.
جذب هاتفه يدعي انشغاله به قائلا 
_لا أنا مرتاح خلصي وأنا هنا.
ابتلعت ريقها بارتباك وأغلقت الباب ثم بدأت بالاستحمام وحينما انتهت ارتدت بيجامتها واتجهت للخروح وهي تجفف شعرها بالمنشفة فما أن فتحت الباب حتى برقت بفيروزتها پصدمة حينما وجدته ينحني أمامها انتصب بهيبته أمامها يحاول استكشاف تجمد معالمها باستغراب لا يعي ماذا يحدث معها
تمرد لسانها عن ثقله ورددت بعدم تصديق 
_بتبص عليا من عقب الباب يا عمران!!!
جحظت عينيه صدمة لاتهامها هذا فقال بضجر 
_ليه شايفاني مراهق عشان أعملها!! 
قذفت وابل اتهام جديد 
_أمال موطي كده ليه
رفع ما يمسكه بيده قائلا ومازالت صډمته جلية على ملامحه 
_الشاحن وقع مني موبيلي فصل وكنت بوصله بشاحن موبيلك!
وحدجها بنظرة غاضبة قبل أن يخبرها 
_وبعدين يا حبيبتي مش أنا اللي أبص على مراتي من فتحة الباب أنا زي ما قولتي عليا وقح والوقح بيعمل اللي على مزاجه في وش اللي قدامه ومبيهموش حد!
ارتخت معالمها واستكملت طريقها للسراحة تجفف خصلات شعرها وتمشطه ببراعة متسائلة لمن يراقبها 
_كنت عايز أيه
دنى منها وهو يمرر يده على الحائط حتى أصبح قبالتها فمد يده إليها والاخرى توزع نظراتها بين عينيه وبين يده الممدودة بعدم فهم فرفعت كفها إليه فوجدته يخرج من جيب سترته خاتم من الألماس يبرق من شدة لمعته وضعه بين إصبعها وانحنى يلثم كفيها برقة جعلتها تغلق عينيها تأثرا به وخاصة بكلماته التي تحررت على شفتيه 
_شكرا على كل حاجة عملتيها النهاردة الأكل كان طعمه جميل أوي شرفتيني قدام الكل النهاردة.
نهضت عن المقعد وقالت ببسمة رقيقة 
_أنا معملتش حاجة مهمة تستاهل إنك تجبلي خاتم غالي زي ده يا عمران ده واجبي!
تابع عينيها بحب وأجابها 
_مش فرض ولا واجب عليكي يا مايا وحتى لو كان كده ففرض عليا أكافئك بعد اللي عملتيه.. وبصراحة كده أنا جاي عشان أبلغك حاجة تانية.
سألته بلهفة 
_حاجة أيه
تمعن بها بهيام وقال وهو يشير برأسه 
_قربي علشان محدش يسمع اللي هقوله.
انكمشت تعابيراتها پغضب ورددت من بين اصطكاك اسنانها حينما تسرب لها خبث نواياه 
_عمران!
اتسعت ابتسامته التي زادت من وسامته الطاعنة لها وقال ينفي شكوكها 
_هبلغك باللي جيت أقوله وهخرج على طول.
انصاعت له واقتربت بارتباك ثم قدمت له أذنها فانحنى تجاهها لفحته رائحة شعرها المبتل فأنعشته وجعلته يغلق عينيه بقوة تحمل تلك المذبحة الطاعنة لرغباته ومشاعره.
ارتبكت من قربه فهمست پخوف 
_عمران إنت وعدتني!
ابتسم وهو يطول بصمته الماكر فعادت تناديه مجددا 
_عمران!
أطبق بجفونه معتصرا حدقتيه وانحنى لأذنها يخبرها 
_بطلي تناديني باسمي صدقيني بتصعبي البعد عليا!
كادت بالفرار من أمامه فجذبها إليه بقوة جعلتها تصطدم بصدره العضد مما ألمها فجعله يتراجع للخلف قليلا وهو يعود لتطلعه لها قائلا 
_اسمعي اللي جاي أبلغك بيه علشان خلاص نفذ صبر أيوب اللي أنا عايش بيه يوم فرح علي وفطيمة جهزي نفسك هنبدأ حياتنا مع بعض.
جحظت عينيها صدمة ورددت بعدم استيعاب 
_بتقول أيه
ضحك وهو يخبرها بغمزة تسلية 
_ده اللي هيحصل يا حبيبتي لو مش عايزاني أنحرف بجد وأبص عليكي من فتحة الباب زي ما تخيلتي.. 
وتركها مندهشة محلها وغادر يردد ببسمة انتصار 
_تصبحي على خير يا.. يا بيبي! 
كادت بأن ټنفجر من فرط كبتها لغيظها فما أن رأته يفتح بابها ليغادر حتى أسرعت خلفه تصرخ پغضب 
_مش هيحصل يا عمران.. استنى هنا رايح فين
أغلق الباب واستدار لها ببسمة واسعة 
_بنت حلال والله وحاسة بيا إنت أساسا مغرية بشكلك ده.
واقترب منها يشير 
_يلا بينا يا بيبي.
حاولت استيعاب مضمون حديثه بالطبع ورائه كل ما هو وقح وجريء لذا قالت من بين اصطكاك اسنانها 
_اطلع بره يا وقح.
ابتسم ومرر وجهه بشكل مستلذ
_يا سلام بقيت بتكيف من الكلمة دي لما بتقوليها شوفتي تقصير كلمة بحبك يا عمران دي أقوى منها بمراحل!
عبثت بشكل مذري واتجهت لفراشها تحتضن رأسها وهي ترتل بحزن 
_يا ربي أعمل معاه ده أيه أجيله كده يجبني كده آه منه ابن الغرباوي هيطلعني منها بدري!!
راقبها ببسمة هادئة وتساءل بسخرية 
_هطلعك من أيه 
_من الدنيا هتكون هتطلعني من أيه يعني! 
_لا يا بيبي مصدر الكلمة غلط بتتقال هطلعني من هدومي تفرق! 
_اطلع يا عمران. 
_ما تطلعي انتي! 
تساءلت باستغراب 
_اطلع منين دي أوضتي!! 
أجابها بغمزة وقحة وادعاء بالبراءة زائف 
_من هدومك أأقصد فكي كده واستقبلي اللي جاي بفرحة يا آآ... يا عروسة ما إنت هتكوني عروسة بردو ولا أيه
نفذ صبرها وكل محاولة بالتمسك بعقلها فاطاحت به تدفعه للخارج بكل قوتها وهي تصرخ بها 
_بره بقى بدل ما ألم عليك خلق الله عشان إنت وقح وتستاهل الڤضيحة.
تعالت ضحكاته الرجولية وهو يجدها تتحلى بقوة غريبة كانت قادرة على دفع جسده القوي لخارج غرفتها وأغلقت بابها پعنف بوجهه استند على الباب وردد ضاحكا 
_ماشي يا مايا خليك عارفة بس إن ابن الغرباوي نفسه طويل!
واستدار خلفه يتفحص الرواق من حوله فابتهج حينما وجد الجميع بغرفهم فاتشح ببسمة خبيثة وابدل مساره لصالة الرياضة بدلا من غرفته. 

مرر يده على الجهاز متحاشيا لمس بطنها المنتفخ بعض الشيء وعينيه مسلطة على الشاشة من أمامه كالمعتاد له عدم اباحة عينيه أي جسد امرأة
 

تم نسخ الرابط