صرخات انثى بقلم آية_محمد_رفعت
المحتويات
تحت نظراتها المراقبة لتخبرها بعد دقائق من محادثته
_عايزني أتغدى معاه بره.
هزت رأسها تخبرها وهي تتجه للخزانة
_ردي عليه إنك موافقة وتعالي أختارلك لبسك اللي هتروحي بيه ما أنا عارفاكي ذوقك بقى في النازل!
تحررت تلك الدمعة عن عينيها وراقبتها وهي تتفحص الملابس بخزانتها بنظرة مقهورة فنهضت بصعوبة تلتقط ما وضعته والدتها على الفراش ودلفت للمرحاض تبدل ثيابها بجمود اعتادت عليه كلما أمرتها بشيء!
_كده أحسن
سأله جمال وهو يحاول أن يعدل السرير الطبي لعمران الذي أشار له بخفة بينما جذب يوسف الطاولة البيضاء يضع الطعام من أمامه قائلا
_يلا اتغدى عشان معاد الأدوية مش عايزين دكتورة ليلى تتضايق مننا الله يباركلك العملية مش ناقصة.
أضاف جمال بفزع
_كله كوم وڠضب دكتور علي كوم هيحبسنا في العباسية كل ياض خلص كل الأكل مش عايزين مشاكل مع دكاترة الوسط.
_مبحبش الأكل ده قولتلكم كذه مرة اقتلوني ومتأكلونيش خصار ني!
دفع يوسف الملعقة بطبق الشوربة حتى وقعت محتوياتها على الصينية واضعا يديه بمنتصف خصره بنفاذ صبر
_وبعدين بقى ده ناقص ارقصلك عشان تأكل!
أبعده جمال للخلف وهو يتحكم بضحكاته بصعوبة
وزع عمران نظراته الساخطة بينهما مرددا
_تحاول معايا! انتوا ليه محسسني إني عيل صغير خفوا عليا وارجعوا شغلكم أحسن!
جذب يوسف جاكيت بذلته ليضعه على ذراعه وهو يشير بشراسة
_تصدق إني غلطان ده أنا سايب حالة ولادة قيصرية وجاي أبص عليك يا حقېر.
ضحك بصوته الرجولي ونظراته تحيط بجمال المبتسم متسائلا
استند بذراعيه على جسد الاريكة باسترخاء
_لا أنا مخلص شغلي وفاضيلك.
انتهى يوسف من ارتداء جاكيته ودنى من عمران يتساءل بجدية
_ساعتين وراجعالك مش عايز حاجة أجبهالك وأنا جاي
هز رأسه ببسمة صغيرة
_خيرك سابق يا حبيبي تسلم.
ربت على ذراعه بحب وكاد بالمغادرة حينما وجد زوجته تدلف للداخل بردائها الطبي وحجابها الأبيض الذي زاد من جمال بشرتها النقية فتراجع للخلف وهو يغمز بمكر
قهقه ضاحكا وهو يتابع بسمة ليلى التي اتجهت لتفحص عمران متجاهلة إياه ووجهت حديثها لعمران
_خلي صاحبك يروح يشوف شغله يا بشمهندس احنا موجودين ومش محتاجين لخدمات دكتور النسا والتوليد!
ردد جمال مازحا
_يا رب تتحرج وتمشي شكلك مبقاش له ملامح!
_ماشي يا جيمس مصيرك تقع في إيدي ويجمعنا بيت واحد بعد الدوام.
ردد عمران بحزم ضاحك
_بره يا متحرش بدل ما أطلبك الآمن.
تعالت ضحكاتهم جميعا فأشار لهم يوسف وغادر على الفور وما أن تأكد عمران من مغادرته حتى تطلع لها قائلا بثبات
_صارحيني يا ليلى أنا متقبل كل شيء متقلقيش.
ارتبكت أمامه وكذلك فعل جمال فتابع ببسمته الهادئة وعينيه لا تفارق ذراعه الأيسر
_أنا مش حاسس بايدي ورجلي من امبارح ومازلتي بتقنعيني إن ده بسبب تأثير المخدر وأنا بحاول أصدقكم كلكم بس آ..
قاطعته ليلى حينما قالت
_مسألة وقت يا عمران لحد ما السم ينطرد من جسمك بشكل نهائي يعني ممكن بعد مداومة الجلسات ايدك ورجلك الشمال تتحرك بعد اسبوعين وممكن أقل إن شاء الله فمتقلقش.
هز رأسه بتقبل وهو يخبرها ببسمة صغيرة
_شكرا ليك يا دكتورة تعبتك معايا.
أجابته بحزن
_تعب أيه بس ده انت زي أخويا كفايا معزتك عند دكتور يوسف إنت وجمال.
رد عليه وقد استكان بعينيه على جمال الذي يضع الوسادة من خلفه
_ربنا يديم الود بينا.
وقفت سيارة علي أمام المنزل فهبط لصندوق السيارة يجذب الحقائب بعدما عاد برفقة أحمد مجددا للمنزل هبط أحمد خلفه يعاونه بحمل الحقائب فاعترض علي باحترام
_أنا هطلعهم لوحدي يا عمي اتفضل حضرتك بالعربية وأنا دقايق وراجعلك.
منحه ابتسامة لطيفة واتجه للسيارة مثلما طلب منه لينطلق علي به للمشفى.
شعر أحمد بأن هناك أمرا ما به صمته كان غير طبيعيا بالمرة فاستدار بجسده تجاهه ثم قال بريبة
_مالك يا علي من ساعة ما ركبنا العربية وإنت ساكت طول الوقت طمني إنت كويس
منحه بسمة صغيرة ليكبت داخله هذا الۏجع الغير مبرر فقال وعينيه مصوبة على الطريق
_أنا بخير والله بس اللي حصل لعمران ملخبط دنيتي شوية.
هز رأسه بتفهم وابتسم وهو يسأله باهتمام
_طيب وفاطيما أخبارها أيه
ذكره لاسمها استرده شوقه الهائم بها لم يراها منذ الأمس وها هو الآن يمتنع عن الذهاب للمشفى لحاجة أخيه إليه خرج من شروده وهو يخبر صديقه الجيد بسماع مشاعره دون كللا أو ملل
_صارحتها بحبي وعرضت عليها الجواز.
زوى حاجبيه بدهشة
_مش حاسس إنك أخدت الخطوة دي بدري شوية!
تفادى الطريق لينحدر للجانب الأخر فتوقف عن القيادة محررا حزام الآمان من حوله
_حسيت إني مقيد يا عمي محتاج أكون موجود جنبها أكتر من كده أنا عايزها جنبي.. عايز أعوضها عن كل اللي شافته ومش قادر غير لما تكون مراتي.
ابتسم وهو يراقب العشق يظلل بجناحيه على ابن أخيه فتغاضى عن تلك النقطة بنقطة أخرى
_طب وردها كان أيه
الټفت إليه بحزن جعله يقود سيارته مرة أخرى مرددا بنزق
_عايزة تغير الدكتور.
تمعن أحمد به قليلا ثم اڼفجر ضاحكا بشكل جعل الاخير يضحك ليشاكسه من بين ضحكاته
_الحب عڈاب ولوعة وحيرة يا أبو حميد.
اسند رأسه للنافذة ليثيره ساخرا
_وأيه كمان يا عبد الحليم يا حافظ!
لعق شفتيه يخبره بمكر
_مش ناوي تقولي بقى مين الصاروخ الجوي اللي مكلبشك طول السنين دي كلها ومخلية الصحافة مالهاش سيرة غير أحمد غانم الاربعيني الأعزب!
احتدت نظراته إليه ليردد بصرامة
_ولد!
ضحك وهو يشير له بإبهامه فصاح الاخير
_نسيت اني عمك وليا احترامي ولا أيه! شكلك كده يا دكتور هتقلب على عمران المشاكس وده مش معتاد منك.
أجابه على الفور مدعي البراءة
_بتشبهني بعمران!!! ظلمتني يا عمي ده أنا عفيف ومحترم وصاين نفسي لبنت الحلال!
_على كده بقى أنا سلطان العفة والعفاف!
رمش بعينيه پصدمة فعاد يتطلع إليه وفجأة اڼفجر كلاهما من الضحك.
بالمشفى.
طرقت الباب وحينما استمعت لصوته يأمرها بالدخول ولجت مايسان للداخل استقبلها ببسمته الجذابة فارتبكت وهي ترفع الحقيبة إليه
_جبتلك الهدوم زي ما طلبت من علي.
ودنت تضعها على الفراش ثم اشارت بخجل
_تحب أساعدك تخش تغير بالحمام ولا أخرج وتغير هنا.
ذم شفتيه بمكر
_مش عارف بس أنا مش قادر أحرك ايدي ورجلي الشمال بحركهم حركة بسيطة.
وصمت بخبث يفكر في حل لتلك المعضلة
_خلاص اخرجي ناديلي واحدة من الممرضات تيجي تساعدني.
وأضاف ببسمة واسعة تفنن بجعلها عاطفية
_في ممرضة اسمها آشيلي برتاحلها ايدها خفيفة فيفضل تكون هي.
احتدت عينيها بنظرة لو كانت حية لكان في عداد مۏتاه الآن فاتجهت للحقيبة تجذب بنطاله والتشرت الصوف للفراش ثم جذبت الجاكت تعلقه على ظهر المقعد.
أزاحت عنه الغطاء وعاونته على الاستقامة بجلسته ممددا قدمه خارجه
ابتسم عمران وهو يراقبها باستمتاع احداهن خلعت توب الحياء فكانت تتقرب منه بطريقة مخجلة والأخرى زوجته حلاله تخشى أمامه وكلما تعلقت عينيه بها يصطبغ وجهها كالحمرة!
رفع عمران يده يثبتها على أصابعها المرتجفة وعينيه تعانق خاصتها مردفا بشفقة على ارتباكها الظاهر
_خلينا نستنى علي أفضل.
تنفست الصعداء وغادرها تورد بشرتها فحملت الملابس للمشجب القريب من الباب وعادت تسأله بحدة وهي تدعي انشغالها بترتيب ملابسه
_هتستنى علي فعلا ولا أناديلك آشيلي
_أنا أقسمتلك بكتاب الله يا مايا!
سحبت كف يدها منه بارتباك فتراجعت للخلف وهي تردد بتوتر
_آآ... أنا... آ..
استدارت وهي تحاول إيجاد ما ستقوله لتتهرب مما فعله فراقبها بانتشاء صدح بهمسه الساخر
_مفيش داعي أنا مقدر حالتك ووعد مش هعمل شيء يكسفك تاني.
هزت رأسها فقال باستغراب
_طب خلاص بصيلي بقى.
التفتت إليه بخجل فاتسعت بسمته وتمدد يتطلع لها بهدوء جعل قلبها لا يهدأ فتمنت لو اخبرته أن يكف عن كل شيء يفعله حتى نظراته تلك!
طرق الباب ومن ثم دفعه علي ليطل من خلفه أحمد الذي أسرع لعمران المتفاجئ بوجوده وبفرحة يستقبله
_عمي!
ضمھ أحمد إليه مربتا بحنان على ظهره
_ألف سلامة عليك يا حبيبي.
ومال لأذنيه يهمس بصوت غير مسموع الا له
_شوفت أخرة الشمال!
كبت ضحكاته وهو يؤكد له ساخرا
_شوفت واتعلمت درس مش هيتنسى.
ابتسم وهو بنتصب بوقفته موجها حديثه لمايسان
_إزيك يا بنتي عاملة أيه
أجابته ببسمة واسعة
_أنا الحمد لله بخير يا عمو... حمدلله على سلامة حضرتك.
اكتفى بإيماءة بسيطة بينما قال علي وهو يتفحص ملابسه
_إنت لسه مغيرتش!
تلقائيا تطلع إليها فوجدها تفرك أصابعها خجلا من سؤاله فأخبره بمزح
_مبتكشفش على حد غير أخويا أنا حر يا جدع.
تعالت ضحكات أحمد ففتح ذراعه لمايسان وهو يشير لها
_طب تعالي نخرج احنا يا مايا ونسيب علي يستر أخوه آآ.. أقصد يلبسه.
اتبعته مايسان للخارج فجذب علي البنطال والتيشرت إليه ثم شرع بتبديل ملابسه ببسمة خبيثة
_مدخلش عليا حوارك ده إنت وقح وما بتصدق تستغل الفرص.
رفع ساقه بالبنطال استجابة ليد أخيه وأجابه
_محبتش أكسفها دي شوية كمان وكان هيغمى عليها من الكسوف!
وضحك وهو يستطرد بمزح
_عجبني إنها مصرة متخلنيش أنادي مزة من المزز الاجانب وصممت تساعدني وبالنهاية انت اللي لبستها.
رفع ذراعه بحذر والحزن يعتلي معالمه فحاول الا يبدي له شيئا حتى انتهى فجذب الجاكيت يحاوطه به ثم منحه فرشاة الشعر والمرآة والبرفيو الخاص به.
حاول عمران جذبها بيده اليسري وحينما رفعها بثقل جعله ينهج بصعوبه جذبها بيده الاخرى قائلا بوجوم
_تفتكر كلام دكتورة ليلى صحيح والمسألة فعلا هتكون كام يوم!
استمد ثباته ليقف قبالته مؤكدا
_عمران بلاش تشغل دماغك بالتفكير باللي حصل فكر إن ربنا نجاك من المۏت وإنك حي دكتورة ليلى كلامها مظبوط الجرعة اللي اخدتها نسبتها بسيطة وده اللي نجدك.
أراد أن يغير مجرى الحديث فأشار له وهو يهم بالنهوض
_طب إسند خلينا نمشي من هنا.
أمسكه علي جيدا فخطى لجواره للخارج فأسنده أحمد من الجهة الاخرى بينما فتحت لهم مايسان باب المصعد ومن ثم باب السيارة الخلفي لتستقر جواره بالاخير.
وقفت خارج المطعم بتردد تود أن تهرب لمكان تبقى به بمفردها لا تعلم ماذا يصيب قلبها
كل الذي تعلمه بأنها لا تحبذ التواجد مع هذا السمج سحبت شمس نفسا مطولا قبل أن ترفع طرف فستانها وتصعد الدرجات المتبقية برشاقة تتناسب مع جسدها فولجت لداخل المطعم تبحث عنه بعينيها فتفاجئت بالمكان لا يحوي سواه فعلمت بأنه حجز المطعم بأكمله لغدائهما وبالرغم من انزعاجها الشديد الا أنها استعادت ثباتها وجدته يجلس على أحد الطاولات الفخمة
متابعة القراءة