صرخات انثى بقلم آية_محمد_رفعت

موقع أيام نيوز


للصورة وهي تردد 
_الضحكة دي سببها الخېانة.
ضيق عينيه باستغراب 
_خيانة أيه! 
التفتت إليه وهي تخبره ببسمة ألم 
_كنت بعتبر نفسي عايشة معاك إنت.
وتابعت بحرج تنطق بجريمتها التي تأنبها 
_أحمد أنا كنت عايشة مع أخوك وعقلي وقلبي معاك إنت كنت كل هدية بجبهاله بختارله الحاجة اللي كنت إنت بتحبها بطبخ نفس الأكل اللي بتحبه حتى البرفيوم كنت بجبله نفس النوع اللي بتحطه عشان أحس إني عايشة معاك إنت.

وأخفضت عينيها أرضا تردد پبكاء 
_ كل لحظة كانت بينا كانت معاك إنت مش معاه! أنا كنت خاېنة حتى في أحلامي!
وتابعت وهي تجلس على حافة فراشها 
_مستكترة على نفسي أعيش معاك بعد كل اللي عملته أنا لازم أتعاقب.
انهمرت دمعة على خده وهو يتابعها فمالت بجسدها للوسادة تجذب من أسفلها صورته ونزعت عنها سلسال ترتديه تخرج له صورته وتلك المرة رفعت عينيها إليه تواجهه 
_إنت معايا في كل ثانية يا أحمد.
اقترب منها فتراجعت للخلف وهي تترجاه 
_لا أرجوك متقربش كفايا الذنب اللي أنا شايلاه لحد النهاردة.
وتابعت وهي تضم السلسال إليها بۏجع 
_عيش حياتك يا أحمد أوعدك إني مش هقف في طريقك بالعكس أنا بنفسي اللي هخطبهالك بس من فضلك اختار الانسانة اللي تستاهلك متختارش أي واحدة بدافع الاڼتقام مني.
ابتسم من وسط سيل دمعاته وردد ببحة صوته 
_مش كنت ھتقتليني انا وهي من شوية!
صمتت قليلا تفكر بالأمر وقالت بحيرة 
_مش ضامنة ردة فعلي وقتها بس سبها للوقت ومتشغلش بالك غير بالعروسة. 
هز رأسه باقتناع فدث يده بجيب بنطاله وهو يتطلع لباقي الجناح بصمت قطعه حينما قال برزانته 
_أنا خلاص اختارت وقررت. 
ودنى ليستند بقدمه على الاريكة المتطرفة بنهاية الفراش ليكون على محاذاة طولها 
_هتجوزك يا فريدة برضاك أو ڠصب عنك وفرحنا أخر الشهر ده حضري نفسك. 
وتركها وغادر ومازالت متصنمة محلها وفمها يكاد يصل للأرض من فرط صډمتها بجراءته الغير معتادة فاغتصبت بسمة صغيرة على شفتيها وأزاحت دموعها بخجل أعاد صباها وجدد أفراحها المنتهية! 

طرقت باب الغرفة مرتين وحينما لم تستمع لصوته يأذن لها بالدخول فتحت باب غرفته وولجت تناديه بقلق 
_عمران! 
بحثت عينيها عنه حتى وجدته يجلس بالشرفة الخارجية للغرفة فعلمت بأنه لم يستمع لها اقتربت حتى بقيت خلف مقعده تتأمله ببسمة هادئة انقلبت لتوتر فور نطقه دون الاستدارة لها 
_قربي هتفضلي واقفة عندك كتير
دنت منه وهي تتطلع بدهشة انتقلت لسؤالها 
_عرفت منين أنا بقالي ساعة بخبط على الباب!
رفع عينيه لها وقال بنظرة تحوم عاطفته بها 
_قلبي بقى يحس بوجودك.
ابتسمت ساخرة ودنت منه تنحني لتضع على قدمه الملفات قائلة 
_الأوراق دي واقفة على توقيعك يا بشمهندس.
تمعن بعينيها طويلا وكأنه يبحث عن ضالته بعد غيابا ونظراته غامضة لدرجة ألمت قلبها فرددت بتوتر 
_مالك 
انفلت ببسمة صغيرة تحمل تعاسته 
_مخدتش على قعدة البيت أنا مكنتش بلمح أوضتي ولا سريري غير على وقت النوم يا مايا.
لم تتمكن من حجب دمعاتها المتأثرة به فرفعت يدها تحيط جانب وجهه النابت بلحيته لمستها جعلته يعيد النظر إليها ببسمة عاشقة وخاصة حينما قالت بصوتها الرقيق 
_عمران اللي فات من عمرك كله كانت مرحلة سيئة خدت فيها قرارات متهورة وبعدت فيها عن ربنا لو فكرت كويس هتلاقي ربنا بيحبك عشان كده أدلك فرصة تانية والفرصة دي لازم تستغلها كويس. 
واستكملت ببسمة حب 
_الوقت الفاضي اللي عندك ده المفروض تفكر باللي فات من حياتك واللي جاي صلي واتقرب من ربنا مش يمكن تعبك ده ابتلاء عشان ربنا وحشه صوتك وإنت بتدعيله على سجادة الصلاة وبتقوله يا رب!
وتابعت بحماس 
_ربنا بيعز عليه عباده وبيديهم أكتر من فرصة عشان يبعدوا عن المعاصي لمس فيك ندمك وعزمك على البعد عن معصيته فمدلك إيده وإنت مينفعش ترجع عن عزيمتك يا عمران صلي واتقرب من ربنا ولو حسيت إنك مخڼوق طلع مصحفك اللي أراهنك مش بتفتحه غير كل رمضان.
وأخفضت يدها لموضوع قلبه تؤكد له 
_صدقني ده وقتها هيرتاح.
رفع يده يحيط بيدها الطابعة لموضع قلبه فرفعها لفمه ملمسا إياها بقبلته التي لامست أصابعها تركت مايسان قدمها تستند أرضا واحتضنته بحب جعله يغلق عينيه طاردا كل احاسيس الاكتئاب والحزن خارجه أحاطها بقوة وهمس بما ينتاب أضلعه 
_بحبك. 
ابتسمت وهي تردد على استحياء 
_وأنا كمان بحبك.
ابعدته ورتبت حجابها جيدا ثم رفعت القلم ڼصب عينيه لتخبره بارتباك وهي تلهي ذاتها بتفحص الملفات التي سقطت أرضا منه 
_امضي على الملفات بسرعة أنكل أحمد هيترفز مني في أول يوم شغل معانا.
جذب الورقة ووقع الأوراق وعينيه ټخطف النظرات إليها فحملت الملفات وإتجهت للمغادرة ليوقفها سؤاله الغامض 
_بتعرفي تطبخي
رمشت باستغراب واستدارت توجهه بحيرة 
_أيوه ليه!
تطلع أمامه ببسمة هادئة جعلتها تعود أدراجا لتقف قبالته من جديد 
_بتسأل ليه 
وبمزح قالت 
_عايز تجرب أكلي يا بشمهندس!
لعق شفتيه الجافة وقال ببعض الحرج 
_بصراحة بقالي فترة واعد جمال ويوسف إني هعزمهم على أكل بيتي وإنتي عارفة طبعا فريدة هانم ملهاش في نوعية الأكل دي فبقول يعني هتبقى فكرة لطيفة لو عزمتهم هنا بكره أهو يقضوا معايا اليوم بدل ما أنا قاعد كده.
أشارت له بفرحة حملتها داخلها بأنه يطالبها بمسؤولية هكذا وإن كانت ستفعل شيئا بسيطا مثل ذلك لاسعاده بالطبع لن تتأخر فقالت بحماس 
_اتصل بيهم حالا واعزمهم وأنا اوعدك إني هشرفك بكره قدامهم وهتشوف.
وضعت الملفات عن يدها وأخذت تردد وكأنها تتحدث مع ذاتها 
_أنا هنزل السوبر ماركت اجيب اللي هحتاجه بس الأول لازم أحضر القايمة باللي هطبخه وهحتاج ليه.
راقب حماسها ببسمة جذابة لا يعلم إلى أي حد سيصل عشقها داخله تحرر صوته أخيرا فقال 
_بالنسبة للملفات والشكل وأنكل أحمد اللي هيتضايق 
خطفت نظرة سريعة للملفات الموضوعة على المقعد بحزن ثم قالت ببسمة معاكسة 
_الشغل يستنى أي شيء في الدنيا يستنى لو الموضوع فيه تحدي لقدرات الست بالمطبخ. 
وأشارت له ومازال يتابعها ببسمة جذابة 
_عن أذنك بقى يدوب ألحق أرتب نفسي بفكر أخد فطيمة معايا أهو انجدها ساعتين من فريدة هانم.
ضحك عاليا وتطلع لها بعدم تصديق فقال مستهزءا 
_ده من أمته ده مش معقول مايا معارضة لفريدة هانم عشان خاطر مرات أخويا اللي لسه داخلة البيت من يومين!
جذبت المقعد البعيد منهما وقربته منه جلست مايسان واحتلت الجدية معالمها فقالت بحزن 
_بصراحة يا عمران أنا مش مع خالتي بطريقة معاملتها مع فاطمة البنت حرام اتعرضت لحاجات كتيرة مفيش مخلوق يستحملها على وجه الأرض وكونها ك ست المفروض تقدر ۏجعها وتحتويها أنا مندهشة من طريقتها الغير مفهومة معاها إنت مشفتهاش وهي بتكلمها يوم كتب الكتاب والخۏف الكبير هو يوم الفرح قلبي مش مطمن للي هيحصل.
لأول مرة يجمعهما حوار مماثل لما يحدث بين أي زوج وزوجته ابتهج لمسار حياتهما الجديد ويزداد تأكدا كل مرة بأنه يحصل على فرصة تستحقها تلك الفتاة ليعوضها عما فعله فرفع يده يربط على كفها بحنان 
_متخافيش على فطيمة يا مايا علي راجل وقادر يحميها حتى من أمي نفسها.
هزت رأسها والابتسامة تتسع على وجهها وانتفضت فجأة وهي تشير له پغضب 
_ورايا حاجات كتير لازم أعملها عن إذنك. 
وهرولت للخارج ثم عادت إليه تشير باصبعيها معا بطريقة جعلته يتراجع برأسه للخلف وهو يتساءل پخوف مصطنع 
_أيه! 
قالت وهي تشير مجددا 
_عندي طلبين... 
هز رأسه والابتسامة لا تتركه فقالت 
_الأول تكلم علي تقوله إني هأخد فطيمة معايا.. 
مال بوجهه متسائلا 
_والتاني 
أضافت بحماس وهي تشير على المقعد 
_إنك تتصل بنفس التليفون بردو تخلي أنكل أحمد يبعت حد من الخدم يأخدله الملفات لاني ورايا شوبنج وحاجات كتيرة جدا سلام. 
وهرولت من أمامه بسرعة كبيرة جعلته يراقبها وصوت ضحكاته تصل الغرفة بأكمله فصاح إليها بحذر 
_على مهلك يا مچنونة مش هتلحقي توصلي لتحت هتتقلبي على السلم ومش هقدر أشيل وأنا بالوضع ده. 
واعتدل بجلسته يهمس بمكر 
_مع إنها كانت هتبقى فرصة تشجع على الانحراف! 

اقټحمت مايسان غرفة فطيمة وبحثت عنها فاندهشت حينما وجدت الغرفة فارغة فنادتها 
_فاطمة!
تفاجئت بها تزحف من خلف مقعد الصالون الجانبي بابتسامة واسعة جعلت الاخيرة تردد پصدمة 
_أيه اللي مقعدك كده
منحتها نظرة مرتبكة قبل ان تجيبها 
_بصراحه افتكرتك فريدة هانم.
تطلعت لها بعدم استيعاب وتشاركا الضحك فغمزت لها مايا بمشاكسة 
_ولا يهمك انا هخلصك من القعدة هنا وهخدك معايا المول نجيب شوية حاجات.. ها جاهزة
انتابها الحماس والفرحة وهرعت للخزانة تجذب ملابسها وتسرع إليها كأنها ستبدل رأيها فتعالت ضحكاتها وهي تراها ترتدي فستانها وحجابها بأقل من خمسة دقائق فقالت مازحة 
_يا قلبي يا بنتي ده أنتي طلعتي عايشة في حبس. 
ضحكت الاخيرة وهي تشير لها 
_يلا نخرج. 
وتوقفت فجأة بتوتر لحق بنبرتها بحرج 
_طب وعلي أنا مخدتش إذنه!
ابتسمت وهي تضمها بذراعها 
_متقلقيش عمران هيكلمه. 
وبرقت بعينيها فجأة وهي تشير للشرفة 
_دي عربية شمس بينا نلحقها بسرعة أهي نبدسها في السواقة طول الطريق.
وجذبت يدها وركضت بها تجاه المصعد والاخيرة تلحقها وصوت ضحكاتها لا يتوقف فنجحت مايسان بزرع الضحك على وجهها بعد فترة كبيرة وخاصة حينما قصت لها على الطعام الذي ستحضره لاصدقاء زوجها وقالت  
_أيه رأيك لو عملتي معايا بكره كم صنف كده مغربي نزين بيه السفرة.
لمعت عينيها بشغف وقالت 
_كسكس مغربي وكعب غزال وبسطيلة.
هزت مايسان رأسها وأخذت تتساءل عن نوعية الطعام ومكوناتهم فمضوا طريقهما للخارج يتناقشان دون توقف حتى وصلوا لشمس فجلسوا بالمقعد الخلفي لتربت مايا على كتف شمس تخبرها 
_ما تركنيش اطلعي على أقرب ماركت على طول.
رددت الاخيرة بارهاق 
_ماركت أيه انتي عمرك ډخلتي مطبخ يا بنتي عشان تنزلي الماركت!
أجابتها بهيام 
_عمران عايز يأكل أكل مصري وأنا طبعا ما عليا الا السمع والطاعة. 
غمزت بمشاكسة 
_يا عم المطيع ماشي عنيا بس ده اكراما لفطوم اللي اول مرة تركب معايا. 
ابتسمت فطيمة حينما مالت عليها مايا 
_أهو عرفنا نطلع منك بحاجة! 

عاد علي من الخارج فصعد لغرفة عمران بعدما وضع الأدوية بغرفتها فوجد أخيه يتابع الحاسوب ويعيد صياغة الملفات باستخدام يده اليمنى ببراعة جعلته يصفر باعجاب 
_هو ده البشمهندس المجتهد اللي ميقفش عند حاجة ده اخويا الصغير العنيد.
منحه عمران بسمة هادئة ثم قال مازحا 
_أيه يا دكتور رجعت ملقتش العروسة قولت تطلع رومانسياتك عليا ولا أيه
سحب ابتسامته وجذب المقعد يجلس قبالة فراشه مرددا پغضب 
_منحرف ووقح مفيش فايدة فيك!
تعالت ضحكاته الرجولية وردد بصعوبة بالحديث من بين سيلها 
_لا عايزك تروق وتفوقلي بكره عامل عزومة على اكل مصري ومغربي إنما أيه يستاهل بوقك.
زوى حاجبيه بدهشة 
_أكل مغربي!
هز رأسه مؤكدا 
_فطيمة بنفسها هتعمل الأكل عشان تعرف اخوك واصل لفين!
سحب جسده للامام وتساءل بجدية 
_لا فهمني وبالتفاصيل أنا أي حاجة خاصة بفاطيما أحب أكون فيها دقيق!
عادت ضحكاته ترنو فصاح بعدم تصديق 
_أنا بفرح أقسم بالله اتدري ليش لان فاطيما سحبتك من رداء الاستقامة والعفاف للوقاحة وبالنهاية تقول إني وقح!
كاد بأن يوجه اليه حديثا سام فأوقفه ذاك الذي اقتحم الغرفة مرددا بجمود تام 
_كويس إني لقيتكم انتوا الاتنين.
ازدرد علي ريقه بتوتر وتساءل 
_خير يا عمي
منحهما نظرة توزعت بينهما ثم قال 
_أنا وفريدة هنتجوز.
ابتسم عمران وهمس بنزق 
_شكلها هتحلو! 
.......... يتبع.............. 
صرخات_أنثى...... الطبقة_الآرستقراطية.. 
آية_محمد_رفعت.. 
________
٩٦ ٢٤٠ م زوزو صرخات_أنثى..الطبقة_الآرستقراطية!... 
الفصل_السابع_عشر.
اللهم
 

تم نسخ الرابط