صرخات انثى بقلم آية_محمد_رفعت

موقع أيام نيوز


وسط الطبقة المخملية اللي مستحيل هتكون منها!
_فريدة! 
صوت ذكوري قوي قطع حديثها ليمر من بين الفتيات حتى أصبح قبالتها عوضا عن فطيمة التي يرتجف جسدها فأشار لمايسان وشمس 
_خدوها تغير هدومها عشان هنتحرك حالا. 
جذبتها شمس بفرحة لوجود أحمد هنا فلا هي تمتلك جرءة محاربتها ولا حتى زوجة أخيها ولجوا بها لغرفة مايسان الجانبية وأغلقوا الباب ليدعوا الساحة لأحمد ليحارب بمفرده.

فما أن تأكد من ابتعادهما حتى صاح غاضبا 
_إنت شكلك مش ناوية تجبيها لبر سبق واتكلمنا وانتهينا لسه بتحاولي تعملي أيه تاني 
تركته واتجهت تقف أمام الشرفة الزجاجية الضخمة مرددة بانفعال 
_لا مخلصناش يا أحمد أنا مش هقف أتفرج عليها وهي بتدمر ابني قصاد عيني. 
حرر زر جاكيته الرمادي ودث يده بجيب بنطاله القماشي فاستند بيده الاخرى على العمود المجاور له وهو يردد بارهاق 
_وبعدهالك من العناد يا فريدة تعبتيني وتعبتي اللي حواليكي! 
واتجهت عينيه إليها يخبرها برزانة نبرته الجذابة 
_يا فريدة افهمي البنت مريضة حرام عليكي اللي بتعمليه ده هيدمرها. 
ضحكت ساخرة واقتربت منه 
_والله أول مرة تخليني أشك في ذكائك يا أحمد البنت دي سليمة وأحسن مني ومنك عارفة هي عايزة أيه كويس وبتنفذ لعبتها من زمان لدرجة أن علي مكنش بيتنقل من المستشفى نهائي بسببها والله أعلم هي عملت أيه تاني عشان تخليه يصمم عليها كده مستبعدش أنها أغريته أو آآ..
صوته الجهوري خرج متعصبا 
_حرام عليك تظلمي ابنك والبنت بالشكل البشع ده الظاهر إنك بعد اللي عمران عمله بقيتي تشوفي علي نسخة منه علي يا فريدة العفيف اللي مبيسبش ولا فرض علي اللي عاش عمره كله يطيعك رغم إنه عارف انك غلط تفتكر إنه ممكن يرتكب ذنب زي ده!! 
أخفضت وجهها للأسفل فانسدل شعرها القصير يخفي معالم وجهها عن عينيه تراه لا يرغب برؤبة دمعاتها مسح وجهه بقوة كادت باخفاء معالمه ثم دنى يقول 
_حبيبتي سبيه يختار حياته ويعيشها زي ما هو حابب والله أعلم بعد كده هيحصل أيه ما يمكن ميتفقوش أو يحصل لا قدر الله عدم تفاهم بينهم ساعتها لو أخد قرار الانفصال يكون باختياره هو وبدون ما تفرضي عليه بشيء. 
رفعت وجهها إليه واتجهت لتلامس النافذة الزجاجية هامسة بخبث 
_ده اللي هيحصل.
صفق كف بالأخر مرددا بنفاذ صبر 
_مفيش فايدة فيك هتفضلي زي ما أنت. 
أسرعت إليه تتمسك ذراعه وبرجاء قالت 
_أحمد افهمني أنا آآ. 
ابتلعت جملتها پصدمة حينما وجدته يستل ذراعه منها بانتفاضة غريبة فراقبت معالمه باستغراب تنحنح بحرج مصطنع 
_اعذريني يا فريدة أنا مش حمل أشيل ذنوب متنسيش إني بالنهاية أخو جوزك وعم وألادك. 
واستكمل طريقه للمقعد واضعا ساقا فوق الاخرى بثقة تاركها تتأمله بدهشة وخوف بدأ يحيطها من فكرة نفوره منها ومن مشاكلها التي لا تنتهي فوخز قلبها بقوة جعلتها تتجه لتجلس على الأريكة المجاورة له لتردد بصوت محتقن تقطع صداه 
_أحمد إنت عايز تبعد عني 
رفع رماديته لها بعتاب شق صدرها 
_وأنا من أمته كنت قريب يا فريدة هانم! 
كادت بالحديث إليه فقاطعتهما شمس حينما قالت 
_احنا جهزنا يا أنكل أحمد. 
نهض يغلق زر جاكيته وهو يشير لهم ببسمة جذابة 
_يلا يا شمسي السواق جاب العربية تحت وأنكل أحمد بنفسه اللي هيوصلكم مكان ما تحبوا بس من اولها كده انا مش حمل بهداله البنات والجري على كل محلات المول يعني تحددوا قائمة المحلات اللي هتدخلوها وياريت تكون محدودة مفهوم 
ضحكت مايا وأجابته بمرح 
_علم وينفذ يا باشا. 
ابتسم وهو يراقبهما واتجهت عينيه على فطيمة التي تتطلع أرضا بحزن تتحاشى أن تتطلع تجاه مكان جلوس فريدة فاقترب منها قائلا بلباقة 
_أهلا بعروسة ابني الغالي وأكيد من النهاردة هتبقي بنتي إنتي كمان. 
واسترسل مازحا 
_ما شاء الله الواد طلع بيفهم ومختار قمراية مش كده ولا أيه يا شمس 
أحابته الاخيرة وهي تضع قبلتها على خد فطيمة 
_الا كده دي كريزة يا أنكل. 
رددت بخفوت شديد 
_شكرا لحضرتك. 
أشار لهم على المصعد قائلا 
_طيب يلا بسرعة ورانا مشاوير كتير. 
واستدار تجاه تلك الساهمة التي مازالت تتطلع لمقعده 
_هتيجي معانا ولا هتخليك هنا يا مرات أخويا 
انتقلت نظراتها الغاضبة إليه وحملت حقيبتها واتجهت خلفهن بخطوات متعصبة جعلته يبتسم وهو يهمس بخبث 
_مفيش مانع وأنا بحل مشكلة علي أحل مشكلتي بالمرة!

ولج ثلاثتهم للمصعد فوقف جمال قبالة يوسف يعدل من الجرفات مطلقا صفيرا مضحكا 
_لا البدالة هتأكل منك حتة يا جو دي مبتخرجش الا للحبايب خد بالك. 
نزع يده عن عنقه وهو يصيح بضيق 
_خلاص يا عم قرفتني بام البدلة بتاعتك! 
منحهما سيف نظرة ساخطة وعاد يتابعه التاب في محاولة لمراجعة مذاكرته فتوقف المصعد بأحد الطوابق فولجت للداخل فتاة محجبة وضغطت على زر الهبوط للأسفل.
اتسعت بسمة واسعة على وجه يوسف وهو يراقب تلك الفتاة بأعين منبهرة جعلت جمال يميل إليه هامسا پصدمة 
_أوعى خناقتك مع دكتورة ليلى تأثر معاك وتتجوز عليها اعقل يا جو! 
لكمه پغضب جعلها تستدير للخلف بريبة فقال يوسف ببسمة بلهاء 
_أعتذر عن الازعاج صديقي لا يبدو أنه بخير. 
منحته نظرة ساخطة وعادت تتطلع للأمام بينما انجرف يوسف تجاه سيف المنعزل عنهم تماما بمذاكرة دروسه ليجد أخيه يلكزه بقوة جعلته ينزع نظارته الطبية وهو يهدر بانفعال 
_في أيه تاني 
أشار بغمزة عينيه 
_محجبة ولابسة واسع ومحتشمة مالكش حجة. 
وأشار لجمال المنصدم بقدر صدمة سيف 
_هعرف من أمن العمارة ساكنة في الدور الكام وهروح أنا وجيمس نخطبهالك ها أيه رأيك 
لطم جبهته بالتاب فاستغل خروجهم من المصعد ليصيح به وهو يسرع لسيارته المصفوفة بالخارج 
_أنا واكل ورثك بتحاول تتخلص مني بأي شكل! ما تنزلي اعلان على السوشيل ميديا أحسن! 
وهمس بضيق وهو يصعد لسيارته 
_يا رب ارحمني منه ومن أصحابه لاني اتخنقت أغير كالون الشقة ولا أطفش وأسبهاله! 
غادرت سيارته وتبقى يوسف يلمح أثره بعدم رضا فنزع يده المستندة على خصره ليشير لجمال
_هات عربيتك يلا. 
دنى منه يشاكسه 
_بدل ما أنت شايل هم أخوك كده شيل هم نفسك وفكر هتصالح دكتورة ليلى ازاي 
وطرقع أصابعه بخبث 
_ولا أقولك إحنا في طريقنا للمعلم زير النساء قاهر قلوب الأجانب استعين بمساعدته أياكش حظك النحس يتفك على إيده. 
منحه نظرة غاضبة ليصيح بوجهه 
_الزير الوقح مع كل النساء ومش عارف يتواقح مع مراته! غور هات العربية يا جمال وخلي يومك يعدي! 

انتقت مايسان أحد المحلات الراقية وبمساعدة شمس اختاروا فستانا بسيط من اللون الأبيض تحيطه بطانة من الدنتل وصف من الفراشات تحيط بكتفيه لينتهي باتساع وكأنه فستان خاص لسندريلا عصرها فجذبته العاملة بحرص حينما شددت صاحبة المحل بحزم 
_إحمليه بحرص ليس لإنه غالي الثمن بل لإن والدتي قد صنعته بيدها خصيصا لمن ستكون صاحبة النصيب. 
واستدارت تجاههم مضيفة ببسمة عملية 
_ويبدو بأن تلك الجميلة هي صاحبة النصيب.
اكتفت فكيمة بمنحها بسمة بسيطة بينما كادت بالانصياع ليد شمس التي تجذبها للغرفة بحماس فأستوقفتها جملة فريدة 
_الفستان شكله قيم ويستاهله عروسة بجد مش كده ولا أيه يا مدام فطيمة 
رفعت عينيها الدامعة إليها فوجدتها تمنحها بسمة متشفية لما خاضته الآن فتدخل أحمد حينما قال ببسمة مستفزة لتلك التي تراقبه متعمدا الحديث بالانجليزية ليرضي فضول العاملات من حوله بمحاولة فهم جملة فريدة العربية  
_بل صنع لصاحبة القلب الأبيض والوجه الملائكي صنع خصيصا لك فطيمة.
بالرغم من خۏفها الشديد من صنف الرجال ولكن هذا الأحمد يبدو بأن شعورها غريبا تجاهه لم تقابله سوى بضعة دقائق وبدأ شعور الألفة والأمان يجتاحها منحته فطيمة بسمة ممتنة وولجت خلف الفتيات للداخل ساهمة بما سيحدث لها من فريدة إن كانت كذلك بأول يوم جمعهما به ماذا ستفعل حينما تذهب للعيش برفقتهم!
تحركت برفقتهما وتركتهما يعاونها على ارتداء الفستان وهي شاردة بعالم أخر لا تعلم ماذا يتوجب عليها فعله هل تخبره برفضها مجددا أما تهرب منه تاركة قلبه ينكسر من خلفها
والأهم من ذلك إن تركته إلى أين ستذهب هي لا تعرف أحدا هنا سواه هو ومراد الذي لم تمتلك له رقم هاتف حتى لا تعلم لما حنت بتلك اللحظة لعائلتها فافتقدت حضڼ والدتها الراحلة بداخلها عڈاب ېقتلها لأنها تعلم بأن والدتها ماټت من حسرتها على ما حدث لها حتى والدها وشقيقتها انقطعت عنها أخبارهم.
انسدل الدمع على وجه فطيمة وفجأة انتفضت باكية بشكل قبض صدر مايا وشمس فضمتها مايا إليها وهمست لها بحزن 
_متزعليش يا فاطيما خالتي والله طيبة وقلبها أبيض هي بس مش متقبلة إن حد من ولادها يأخد قرار بدون الرجوع ليها وبكره لما تعاشريها هتعرفي الكلام ده بنفسك.
وطبطبت عليها وقد انسدلت دمعاتها تأثرا بها بينما قالت شمس بصوتها المحتقن 
_بليز فاطيما متبكيش أنا عارفة إن مامي غلطت فيكي بس والله بكره هتحبك وهتتقبلك لإنك حد كيوت ولطيف. 
أبعدتها مايا عنها وأزاحت دموعها قائلة ببسمة 
_متزعليش بقى ده النهاردة كتب كتابك يا عروسة عايزينك مفرفشة. 
وتابعت بسخرية 
_وبعدين إنت عايزة أيه من فريدة هانم ما أنا وشمس وأنكل أحمد ودكتور علي معاكي وبنحبك ده مش كفايا
رسمت بسمة رقيقة على محياها وهي تجيبها 
_كافي ليا يا مايا أنا أساسا حبتكم من اول ما شوفتكم والله. 
ضمتها شمس بسعادة وهي تجيبها 
_أنا كمان حبيتك جدا جدا. 
وأشارت لها وهي تخرج من حقبيتها أدوات التجميل
_خلصي لبس بقى عشان لسه هحطلك الميكب لكن لفة الحجاب مش هعرف لإني مش محجبة فنخلي مايا تلفهالك.
قالت على استحياء وهي تراقب ما تضع على السراحة الجانبية للغرفة 
_أنا مش بحب أحط مكياج. 
استدارت إليها تخبرها 
_متخافيش انا هحطلك حاجات سمبل كده. 
هزت رأسها بخفة وإنصاعت لمايا التي تديرها لتغلق سحاب فستانها الأبيض. 

أبلغتهما الخادمة بأن عمران برفقة الطبيبة بالصالة الرياضية القابعة بالطابق الثاني صعد جمال ويوسف للأعلى فما أن رأتهم الطبيبة حتى تهللت أساريرها وجعلتهما يعاوناها بعلاجه فأمسك به جمال ليسنده على الحامل الخشبي بينما يوسف يحرك قدمه مثلما أمرتهما الطبيبة فعبث جمال ساخرا 
_دي أخرتها خدامين لمعاليه! 
رد عليه يوسف وهو يحرك قدم عمران بمهارة 
_الحقير ده مطلع عنينا وهو بصحته وهو راقد!! 
أغلق عمران عينيه باسترخاء مستفز 
_اشتغل وإنت ساكت منك له.. محدش قالكم تيجوا دلوقتي! 
نغزه جمال ساخطا 
_جاين نكفر عن ذنوبنا بمعرفتك السودة يا سيدي! 
لف جسده پعنف جعل يوسف يرتد للخلف ساقطا أرضا ليسدد لكمة قوية اطاحت بفك جمال ليصيح پغضب 
_احترم نفسك معايا أنا دراعي لسه سليم فخدلك عازل مني بدل ما هلاكك يكون على يدي!
انتصب يوسف بوقفته فاحاط تلباب ملابسه بيده مرددا من بين اصطكاك أسنانه 
_أقسم بالله يا عمران لو متلميت لكون كسرلك رجلك التانية اعقل كده وسبنا نخلص التمرين المنيل ده خليني أغور من خلقتك أنت والحقېر اللي جنبك ده.
برق جمال بدهشة لحقت نبرته المستنكرة 
_الحقير ده كنت بتترجاه إمبارح لجل ما يسترك يا دكتور. 
أصاب عمران نفس الدهشة فاستدار لجمال تاركا يد يوسف تحيط رقبته 
_تستره من أيه انت انحرفت من ورايا يا دكتور العفة والشرف! 
تركه يوسف واتجه للمقعد يجذب جاكيته ويرتديه متمتما بعصبية 
_أنا غلطان إني سايب
 

تم نسخ الرابط