صرخات انثى بقلم آية_محمد_رفعت

موقع أيام نيوز


وجاهزة للجواز دلوقتي ولا لأ ولا همك! 
ابتلعت ريقها المتحجر بصعوبة فاحتقنت حدقتيه وبوجع أضاف 
_دمرتيني وډمرتي عمران وډمرتي شمس ودلوقتي جيه الدور على علي!! 
لسه عايزة تعملي أيه تاني يا فريدة
تحررت عن صمتها لتحرر صړاخ الأنثى الباكية داخلها فقالت 
_أنا مدمرتش حد أنا كنت بحمي عمران من الحيوانة اللي كانت هتدمره وكنت بحافظ على مايا بنتي اللي ربتها على ايدي يا أحمد! 

وبكت وهي تخبره 
_خوفت إنها تعيش في الڼار اللي أنت رمتني فيها خۏفت أشوفها پتنهار لو اتجوزت شخص مبتحبهوش احساس بشع متمنهوش لألد أعدائي عايزيني اتقبل إن بنتي تعيشه! 
مسحت عبراتها وهي تستمد قوتها 
_على الأقل عمران كان بيحبها ودلوقتي ابتدى يقتنع بغلطه ويصلح علاقته بيها أما شمس فأنا مستحيل هرميها أنا عارفة ومتأكدة إن مفيش حد في حياتها عشان كده اختارتلها المناسب ليها وطولت فترة الخطوبة بحيث إنها تعاشره وتقدر تتعرف عليه كويس ولو إنها ذكرتلي سبب مقنع لفسخ الخطوبة مش هتردد ثانية واحدة.
وأشارت باصبعها باصرار 
_لكن علي لازم أقفله وأمنعه من اللي هيعمله ده مهما كان التمن. 
ابتسامة موجوعة ارتسمت على شفتيه وقال بانهاك 
_حتى لو كان التمن خسارته! 
جحظت عينيها صدمة فتابع بهدوء غريب 
_فريدة أنا مش ضدك ولا عمري هكون أنا في صفك ومش عايز غير مصلحتك ومصلحتك إنك متخسريش علي وافقي على جوازه منها لانه كده كده هيتجوزها وإنت عارفة ده.
هدأت قليلا وجلست على الاريكة باسترخاء ليطول صمتها وكأنها توازن الأمور جيدا ورددت بهمس 
_بس أنا مش هقدر أتقبلها يا أحمد. 
جلس على بعد معقول منها وقال 
_مش مهم المهم إنك متخليش علي يطلع من تحت طوعك ده لمصلحتك. 
أغلقت عينيها بقوة تحرر دمعتها وهزت رأسها متفوهة بازدراء 
_سبني لبكره أفكر! 

هدأ من سرعة السيارة حينما اقترب من العمارة ولكنه وللعجب لم يجد أحدا فرفع هاتفه يطلبه فإذا بذراع يشير له من مدخل العمارة يحثه على التحرك والوقوف قبالة الباب فقاد جمال السيارة حتى بات قبالته فركض يوسف ليفتح باب السيارة ولكنه لم يستجيب له فصړخ بمن يتأمله بفم بكاد يصل للأرض من فرط الصدمة 
_افتح الباب بسرعة هتفضح يالا! 
فتح القفل الالكتروني فصعد يوسف يلتقط أنفاسه وهو يشير له 
_اطلع بسرعة. 
تمادى بالضحك وهو يردد بصعوبة 
_بالبيجامة الستان يا دكتور!! 
رمقه بنظرة قاټلة فكبت جمال ضحكاته وقاد بصمت ومن ثم عاد يتطلع إليه فضحك مجددا وهو يخبره 
_مش ممكن لو حد من المرضى بتوعك شافوك كده هيركبوك التريند. 
وقهقه ضاحكا وهو يتابع بسؤال هام 
_ازاي دكتورة ليلى سمحتلك تنزل كده لا أكيد في سوء تفاهم! 
لزم الصمت ونظراته الحادة هي التي تخترق ذاك المتطفل فعاد لنوبة ضحكه مجددا وأشار له لاهمية الأمر 
_يعني دلوقتي هنخش على أخوك سيفو كده ازاي هتكون قدوة ليه من أي جهة وإنت راجع الساعة 2وش الصبح بالبيچاما الستان المنيلة بسواد دي! 
زفر پغضب فتابع جمال بمشاكسة 
_لو عايز مفتاح مكتبي تتكوم فيه للصبح معنديش مانع أهو أهون من الفضايح دي. 
تحرر يوسف عن جلباب صمته العتيق فطوق عنقه بقبضته صعق جمال مما فعل فحاول السيطرة على حركة السيارة وهو يصيح 
_يوسف بطل غباء هنعمل حاډثة. 
لم يزيح يده فقال بضحك 
_طب خلاص حقك عليا أنا اللي مطرود بالبكيني يا عم. 
تركه يوسف وجلس بهدوء جعله يتساءل 
_مالك يالا ساكت من ساعة ما ركبت هي دكتورة ليلى كلت لسانك ولا أيه لو تحب نطلع على المستشفى مفيش مانع! 
صړخ بعصبية 
_أنا کرهت المستشفيات والدكاترة كلهم جالي مكالمة شغل مريضة بتحكيلي على مشاكل عندها في الحمل فسألتها بمنتهى العملية إذا كان حدث علاقة مع زوجها بنفس اليوم ولا لأ مرات أخوك سمعت المكالمة چنونها طارت مسكتني من ياقة البيجامة الستان السودة وطردتني بره الشقة! 
لم يستطيع السيطرة على ذاته فأحمر وجهه من فرط الضحك والاخير يتطلع أمامه في محاولة للسيطرة على أعصابه بالنهاية يقدم له المساعدة.
رفع جمال يده له بحرج 
_أنا آسف يا جو النية مش شماتة أبدا بس الموضوع مضحك! 
وتابع بمزح 
_أنا كنت جايلك على أخري منك لإنك بتختار أوقات مش تمام وتكلمني فيها بس بصراحة ڼاري بردت لما شوفت حالتك المذرية دي! 
لكمه بشراسة وهاج به 
_ما تنزل تشحت عليا أحسن! مهو خلاص معتش غيرك إنت والوقح عمران اللي تتمسخروا بدكتور يوسف أحلى دكتور نسا وتوليد فيكي يا انجلترا. 
هز رأسه مؤكدا بسخرية 
_دكتور الحالات المتعثرة! 
لكمه مجددا فقهقه ضاحكا وهو يوقف السيارة بقوة جعل جسده يندفع پعنف للامام ليشير له بتسلية 
_يلا يا جو اطلع لسيفو يكمل تحفيل عليك وأنا هبقى أجي أكمل بكره أقصد هجبلك بدلة شيك وأجيلك بكرة بإذن الله عشان نروح لعمران.
هبط يغلق باب السيارة پعنف وانحنى للنافذة يشير له 
_بكره هوريك مقامك يا حقېر! 

ولجت لغرفتها أبدلت ثيابها وقبل أن تذهب للنوم اتجهت لتتفحص عمران قبل أن تغفو فما أن وجدت الغرفة معتمة كادت بالعودة لغرفتها فتفاجئت بالنور يضيئها فتمكنت من رؤيته يجلس على الفراش والضيق يتسلل لمعالمه بوضوح ابتلعت مايا ريقها بتوتر فبررت لما خمنت سبب غضبه 
_عمران أنا أسفة أني خرجت في الوقت ده بدون إذنك بس والله كنت نايم ومحبتش أزعجك علي بعتلي وكان عايز مفتاح الشقة لفطيمة.
رد عليها ونظراته تحيطها بثبات 
_مش زعلان عشان تبرريلي يا مايا أنا متضايق من اللي بيحصل معانا بسبب عناد فريدة هانم. 
وأضاف پغضب 
_الصوت كان عالي تحت وسمعت كل حاجة وبصراحة علي معاه حق. 
رفعت حاجبها بدهشة فدنت تجلس أمامه على الفراش تردد 
_مش مصدقة إن عمران سالم اللي بيقول الكلام ده! أنت لسه تعبان ولا أيه 
تمردت ضحكاته الرجولية ليغمرها بنظرة مشاكسة 
_لا ده عمران اللي قلبه رجع يدق بحب مايا من تاني فبقى عاطفي ويقدر القلوب العاشقة زي قلب الدكتور علي كده. 
أخفضت عينيها عنه بارتباك فاقترب بوجهه يهمس بصوت منخفض مغري 
_أيوه يعني هتهربي مني كده لحد أمته 
وتابع بخبث 
_زي ما أنت شايفة بقيت عاجز عن الحركة وهحتاجك جنبي طول الوقت وانتي من كلمتين بتفرفري قدامي مينفعش كده هحب في مين طيب في علي أخويا ولا انكل أحمد مثلا! 
اشتعلت وجنتها فنهضت عن الفراش واتجهت للمغادرة وقبل أن تغلق بابها رددت پغضب
_يوسف صاحبك معاه حق إنت وقح! 
تمؤدت ضحكاته باستمتاع لرؤيتها تهرول خجلا منه فراق الأمر له كثيرا سحب عمران جسده للأسفل ليتمدد باريحية لحقت نبرته 
_شكلنا كده هنتسلى كتير الفترة الجاية! 

طرق على الباب ويده على جرس المنزل لدقائق متتالية حتى استجاب أخيه لندائه المزعج ففتح الباب يعبث بحدقتيه الناعسة 
_يوسف! أيه اللي جابك بالوقت ده! 
ربع يديه أمام صدره بضيق 
_مطرود ولو هتفتح تحقيق فالعملية مش ناقصك إنت كمان وسع من قدامي خليني ألحق اتخمد قبل معاد المستشفى. 
وكاد بالدخول فقاطعهما صوت أنوثي يردد بفزع 
_دكتور سيف ماذا هناك ومن هذا المزعج الذي يدق بابك بتلك الطريقة! 
استدار يوسف للخلف فوجد باب الشقة المقابل لاخيه مفتوح ومن أمامه تقف بنت شقراء ترتدي تنورة قصيرة وتوب قصير فالټفت لأخيه يجذبه من تلباب ملابسه ثم دفعه للداخل ليغلق الباب بقوة بوجهها فلف يده حول رقبته وهو يصيح 
_مين دي يا وقح أنا شكلي هسحب الوقاحة من عمران وأديها لاخويا اللي مدورها بغيابي! 
ابعد سيف يده عن رقبته پاختناق 
_يوسف أنت مچنون أنا أبص على اللحم الرخيص ده!! دي جاسي واحدة لسه ساكنة جانبنا من أسبوع وسبق واتعرفنا بالاسانسير بس كده! 
منحه نظرة قاتمة قبل أن يحرر يده كليا فجذب القميص يعدله على جسد أخيه وهو يشير له 
_يالا لو واقع قولي وأنا أروح اخطبهالك ونخلص. 
جحظت عينيه صدمة 
_تخطبلي مين! أنا ساعات بحس إنك عايز تلقفني لأي عروسة عشان تتخلص مني. 
أحنى رأسه ليسدد له صفعه على رقبته 
_يا حمار خاېف عليك من الفتنة إنت شايف البلد اللي احنا فيها عاملة ازاي! 
تركه وولج للمطبخ يجذب كوبا من المياه يرتشفه وهو يشير له 
_اطمن يا حبيبي أخوك راجل مش أي ست تجيب رجليه. 
وأسترسل بغرور 
_أنا يوم ما أقرر اتجوز هتجوز بنت مسلمة ومحجبة يا يوسف تخفي جمالها عن الرجالة كلها لحد ما يتقفل علينا باب واحد! 
ابتسم وهو يستمع إليه وقال بجدية 
_راجل يالا تربية ايدي! 
ضحك وهو يغمز له 
_طب فكك من حوار نونة الخاطبة دي وأرغي دكتورة ليلى طردتك ليه المرادي! 

تقلب بفراشه بانزعاج يحاول السيطرة على لهفته فالوقت قد شارف على الثالثة صباحا كيف سيتصل به بوقت كذلك ولكن النوم جفاه وعينيه لا تفارق ساعة الحائط فاستقام بجلسته وهو يردد 
_أنا هتصل بيه دلوقتي واللي يحصل يحصل. 
وعاد يجيب على ذاته 
_بس الوقت متأخر جدا يا علي هيقول أيه! 
واقنع ذاته ببسمة واسعة 
_هي رنة واحدة رد رد مردش هكلمه بكره. 
وبالفعل حرر زر الاتصال ليتفاجئ بصوت الجوكر الناعس يجيبه 
_دكتور علي خير! 
سحب نفسا طويلا ليجيبه ببسمة واسعة 
_النهاردة كتب كتابي على فطيمة! 

تسللت الشمس بخيوطها لساحتها العتيقة ففتحت فطيمة عينيها ونهضت تتجه لحمام الغرفة فاغتسلت وخرجت تؤدي صلاتها وهي تدعو الله مرارا أن يقرب منها الخير ويبعد الشړ عنها تعلم بأن هناك حربا سيخوضها علي برفقة والدته التي سبق له الحديث عنها لها بتلك الايام التي كانت تلجئ بها للصمت فلم يكتفى بالحديث لها عن والدته فقط كان يجلس جوارها كل يوم بعد انتهاء عمله بالمشفى يقص لها عن حياته وكأنها طبيبه النفسي!
أخبرها عن يارا خطيبته السابقة وحبها لمروان زيدان ابن عم مراد وعن أخيه وزواجه من مايسان ابنة خالته حتى شمس كان يقص لها عن تلك الفتاة المدللة وأيضا لم ينسى ذكر فريدة هانم بسلطاتها القوية بالسيطرة على المنزل وأبنائها.
بداخلها خوفا كبيرا تجاه ما سيتعرض له علي بسببها ولكنها الآن كالغريقة التي تتمسك بقشة نجاتها وعلي هو كل شيء لها الثمانية وأربعون ساعة التي قضتها دون رؤيته بالمشفى كانت على وشك الجنون وكأنها تترقب جرعة المخدر الذي سيذهق عقلها عن آلآمه جميعها وكأنه البلسم لكافة چروحها لا تحتاجه كطبيب يكفي وجوده لجوارها حتى وإن كان صامتا الأمر يتعلق به.
خرجت من غرفة النوم واتجهت للمطبخ الفخم الموجود بطرفي الردهة تحمل من الثلاجة بعض الفواكه واتجهت للطاولة القريبة من الحائط المشكل على هيئة من الزجاج الشفاف فراقبت المارة بأعين ساهمة لا تدري ماذا سترى بالايام القادمة! 

انتهى من ارتداء ملابسه وأخذ يصفف خصلات شعره حينما اتاه صوت طرقات باب غرفته ومن خلفها صوتها الرقيق يستأذن 
_ينفع أدخل 
ابتسم وهو يشير لها 
_تعالى يا روح قلبي. 
ولجت شمس للداخل بفستانها الأزرق الطويل تهرول حتى أصبحت أمامه تخبره بحماس 
_أنا جاهزة. 
عقد حاجبيه باستغراب فأحاط رقبته بالجرفات متسائلا 
_جاهزة لأيه مش فاهم! 
ذمت شفتيها بضيق 
_هو إنت عايز تروح تكتب كتابك من غير أختك يا علي! 
استدار إليها يرمقها بنظرة متفحصة قبل أن يسألها بمكر 
_مش خاېفة من فريدة هانم 
هزت شمس رأسها نافية وأضافت 
_أنا جاهزة أتعرف على البنوتة اللي
 

تم نسخ الرابط