عازف بنيران قلبي كاملة بقلم الكاتبة سيلا وليد

موقع أيام نيوز

 

 

ياسمسم... عايزة منك دعوات تهد جبل ياماما النهاردة 

شاكستها درة بغمزة 

ليه ياقلبي ناوية تقابلي صاحب الشركة المبجل ويقع في حب الاميرة 

لکمتها في ذراعها 

بس ياهبلة خليكي في مذاكرتك 

عقد عاصم حابيه متطلعا لدرة 

متقوليش كده تاني يادرة عيب ياحبيبتي الكلام دا 

تأسفت درة لوالدها قائلة بأسفا حقيقا 

مكنش قصدي يابابا والله احنا بنهزر 

مسدت ليلى على خصلات أختها 

ولا يهمك ياقلبي... ثم همست لها 

على فكرة قابلته يابشمهندسة.. 

جحظت عيناها وأردفت بسعادة

قولي والله... ولسه ألوووون ياحضرة المهندسة العظيمة

قاطعهم والدهم واردف متسائلا 

فيه عندك إيه ياليلي النهاردة 

ارتجفت عيونها بقلق وأجابت والدها 

هيختاروا أفضل تصميم للمدينة الجديدة يابابا.. ديكورات لبعض التصاميم ولبعض الفيلل والقرى السياحية 

ربت والدها على يديها 

أنا واثق فيكي ياحبيبتي... حتى لو ماتوافقش على تصميمك خليكي فاكرة إن ربنا عنده الافضل.. وإنك مجتهدة وناجحة 

قبلت رأسه وأردفت مبتسمة 

أكيد يابابا ربنا مايحرمني منك ياحبيبي 

اتت والدتها بقهوتها 

خدي اشربي قهوتك ياحبيبتي... على طول مستعجلة... قبلت خديها 

معلش ياماما يادوب أنت عارفة زحمة المواصلات... والنهاردة أول اجتماع سنوي لمساهمين الشركة ماينفعش أوصل متاخر

في فيلا أسعد البنداري 

صباحا على مائدة الطعام 

يجلس والدهم ويتحدث بهدوء 

النهاردة الاجتماع السنوي للمساهمين في الفرع الجديد اتجه بنظره لراكان الذي يتفحص هاتفه 

لازم تحضر يابابا... وبلاش عصبيتك كل ماتتقابل مع جدك وعمك ياحبيبي لو سمحت 

رفع نظره من هاتفه وإتجه لوالده محاولا السيطرة على غضبه فتنهد متحدثا 

بابا أن مبتكلمش... بس حضرتك عارف إن جدي بيضغط عليا جامد... ياريت يتعامل معايا في حدود.. هو مالوش علاقة اتجوز ولا لا.. ومن الأفضل مايفتحش معايا الموضوع دا... ثم اكمل مفسرا 

أنا عاقل مافيه الكفاية مش محتاج حد يقولي أعمل ايه... 

لم يشعر بنفسه وهو يتحدث 

الراجل دا عمري ماهسامحه على عمله وتدميره لحياتي 

نهض يجمع أشيائه الخاصة عندما تحجرت دموعه داخل جفونه حتى أصبحت ثقيلة 

وتحدث دون النظر لوالده 

أنا بحاول أسيطر على نفسي قدامه صدقني عشان حضرتك بس.. دا اللي مخليني راكان العاقل... أما غير كدا كان زمانه تحت التراب من تلات سنين.. قالها وبخطى متعثرة اندفع خارجا يركض للخارج بلاهدي إلى أن اصطدم بأحدهما 

صاح پغضب 

إيه مش تفتحي.. عقدت ذراعيها أمامها وهي ترمقه بسخرية 

إظهار إن حضرة المستشار اللي ماشي مش واخد باله.. حضرتك اللي خبط فيا.. قالتها عايدة 

زمت شفتيها بملامح جامدة والتوت زواية فمه بشبه إبتسامة محتقرة 

شوف إزاي وأنا اللي فكرت إنك الغلطانة..... دنى يهمس إليها 

لمي تعباينك أصل ورحمة أمي هخليكي تشوف أيام أسود من لون شعرك.. مع اني مش متأكد من لونه الطبيعي..

رفع بصره لخصلات ذات الصبغة السوداء وأكمل مستهزءا 

انما لونه يامرات عمي... قالها بإستهزاء وخرج بخطوات ظاهرها ثابت ولكنها متعثرة بوخز قلبه من طعنات الأقارب 

أسرعت فرح خلفه تناديه 

أشتعل نيران الڠضب بعينيه ورغم ذلك تحرك ومتجها لسيارته... ولم يعري إهتمام للتي خلفه تحاول اللحاق به 

راكان استنى خدني معاك.. قالتها فرح وهي تتجه إليه 

عديني على النادي عربيتي في التوكيل 

أجابها بحاجب مرفوع وزاوية فم ملتوية بإبتسامة هازئة 

نعم ياختي.. ليه حد قالك أنا بشتغل شوفير الصبح.. قالها وهو يرمقها بنظرة حاړقة ثم استقل سيارته وتحرك مغادرا بسرعة چنونيه وكأنه يطارد عدوه 

توقف بالسيارة أمام النيل وذكريات الماضي تطارده بقوة 

فلاش باك 

منذ ثلاث سنوات 

بإحدى ليالي الشتاء ذات البرودة القارسة كان عائدا من حفل زفاف لإحدى أصدقائه بالأسكندرية هو وابن عمه يونس...داخل السيارة 

فتح يونس موسيقى هادئه وهو ينظر لقطرات المطر الغزيرة بالخارج فاتجه لراكان الذي يقود السيارة بحذرا شديدا بسب زخات المطر الشديدة ثم تحدث قائلا 

بقولك ياراكي ماتيجي نبات هنا في أي فندق للصبح.. الجو وحش أوي يابني وإنت شايف مفيش

 

طيران للقاهرة دلوقتي 

توقف راكان بجانب الطريق.. واتجه إليه 

تعالى سوق شويه يايونس وبطل كلام.. أنا عندي بكرة جلسة الساعة تسعة عارف دا معناه ايه.. وطبعا حضرتك مينفعش أكلم اي حد من صحابي قبل قضية تقيلة زي دي بساعات وأقوله اترافع بكرة 

ترجل يونس من السيارة وهو يزفر... اتجه سريعا لينجو من قطرات المطر.. استبدل الأثنين مقاعدهما... وفي أثناء سفرهما.. كان راكان يشعل تبغه فقام بفتح نافذة السيارة ينظر للخارج مع تنفيث تبغه 

ولكن قطعه منظر ل هروب فتاة من ذئاب بشړية وهي تصرخ.. كانت تهرول بحثا عن النجاة من تلك الأوغاد.. وهي تصرخ وكأنها تقطع أحبالها الصوتية .. حاوطها بعض الشباب الذين لايذكرون لصلة بني البشر سوى أسمائهم فقط.. 

رفع راكان كفيه يحث يونس على التوقف 

اقف يايونس بسرعة.. توقف يونس فجأة حتى اصطدمت أجسادهما للأمام 

فيه يابني خضتني.. أشار بيديه على الشباب الذين يحاوطون الفتاه ويحاولون التحرش بها 

شوف ولاد الكلب بيعملو في البنت إيه 

تحرك يونس بالسيارة 

راكان دول شكلهم مجرمين وإحنا ممعناش أسلحة مش شايف ماسكين أسلحة بيضة للبنت أزاي.. ظل يقود السيارة وهو يرمقه ثم تحدث 

وفيه بنت محترمة تخرج من البيت في الجو دا وفي الساعة دي...تلاقيها كانت متفقة على سعر واختلفوا..فحبت تعمل كدا.. قالها بشبه ابتسامة سخرية 

هز راكان رأسه وصوت ضميره يصفعه.. فهناك شعور يؤلمه والذي كان كالسکين ينحر عنقه من مظهر تلك الفتاه وهي تستغيث

 

 

تم نسخ الرابط