عازف بنيران قلبي كاملة بقلم الكاتبة سيلا وليد

موقع أيام نيوز


شفتيها للأمام 
أنا سمعت انطي سيلي وحضرتك بتقوله كدا 
حبيبتي فيه حاجات الكبار بيقولها عادي لكن الأطفال عيب تمام حبيبة بابي 
هزت رأسها 
أوكيه بابي..وصلت الخادمة بقهوته.. نزلت قمر من فوق ساقيه سريعا متجهة للداخل

خرج يونس ووجه عبارة عن لوحة من الڠضب 
ابتسم بسخرية 

ايه يادكتور الستات السر هرب ولا إيه 
استقطب بإستهجان 
مش عايز طولة لسان مش يبقى انت وبنتك 
استدعى الخادمة 
اعمليلي قهوة ..اتجه بنظره لراكان 
ايه اللي فكرك بيا..مااحنا طول الاسبوع مشفناش ملامح بعض
التوت زاوية فمه بشبه ابتسامة عابثة 
وحشتني قولت اجي اشوفك بس شكل التوقيت غلط 
وضع ساقا فوق الأخرى واشعل سېجاره يبحث عن البنات 
البنات فين ! تسائل بها يونس 
أشار راكان لغرفة الألعاب 
راحو يلعبوا ..المهم اسمعني كويس 
فيه رجل أعمال مشهور كلمني وبيقول عايز يعمل مجموعة مستشفيات خاصة وطلب مني أعرفك لو حابب تشاركه 
قطب مابين حاجبه متسائلا 
مين دا ! 
ارتشف من قهوته ثم تحدث 
يعقوب المنسي..هب فزعا 
ناااعم بتقول مين يااخويا 
نفث تبغه ونظراته عليه 
اهدى ايه صاروخ ..عرض وطلب ياتوافق ياترفض..على فكرة أوس وعز الألفي مشاركينه 
حك ذقنه بتفكير ثم تسائل 
طب ليه مشاركتوش 
ظل يرتشف من قهوته صمت للحظة ينظر له ثم تحدث 
اولا مبحبش الشراكة ..ثانيا بقى انا مش دكتور علشان اعرف مواضيع المستشفيات دي 
نهض يونس متجها للشرفة واشعل سېجاره ينظر للخارج بتفكير ثم استدار يتكأ على الجدار الحديدي 
انا كمان مبحبش الشراكة ولولا الشركة عائلية مكنتش دخلت معاكم بس ليه عز وأوس يشاركوا واحد مجهول الهوية 
نهض راكان متجها إليه 
لا مش مجهول الهوية يعقوب دا باباه كان عقيد في الجيش واټقتل وهو عنده ست سنين...والدته اتجوزت واحد وسافرت بيه بعد ۏفاة جوزها امريكا لحد مااقلبناه كان له عم وعنده بنت بس للأسف ماټ والبنت دي دخلت ملجأ وهو بعد ماعرف أنها عايشة رجع علشان يدور عليها..بس عجبته مصر وقرر يستقر هنا 
اومأ برأسه متفهما .. 
لا ..مش هشاركه كفاية اللي عندي 
نهض راكان من مكانه 
تمام ..قولت اعرفك برضو لو حبيت ..خرجت سيلين 
حبيبي انت ماشي ..لثم على جبينها 
عاملة ايه ! 
ابتسمت له وأجابته 
الحمد لله..وحشتني وليلى كمان بقالنا كتير ماقعدناش مع بعض 
تحرك للخارج وهو يتحدث 
هي كمان مشغولة بالبيت والعيال ..سلام هستناكم بكرة على العشا..توقف متجها ببصره الى أخته 
فين تيم نايم ولا إيه 
تحركت إليه 
لسة صاحي هو مابينمش غير دقايق..دلف خلفها ليراه 
طفل يبلغ من العمر شهر يتميز بالعيون الزرقاء مثل والدته 
حبيب خالو تاعب مامي ليه..ظل يراقبه لبعض الدقائق وهو يبتسم تحدث إلى سيلين 
شبهك أوي وانت صغيرة..ابتسم وهو يعانق أكتافها 
كنتي شقية أوي ياسيلي. 
تعبتكوا أوي كدا زي ماهو تعبني..ضحك عليها وعلى طفوليتها 
أحلى شقية في الدنيا..أشار إلى ابنها 
الشقية كبرت وبقت مامي ټخطف العقل
ربنا يخليك ليا ياأحن اخ في الدنيا ..رفع ذقنها ينظر لبحر عيناها 
اوعي في يوم تكوني زعلانة من حاجة

سيلي انت بنتي قبل ماتكوني اختي ياقلبي ..قبلت وجنتيه 
انت أحسن أخ في الدنيا ربنا يباركلي فيك ياحبيبي 
استدار إلى تيم وأشار عليه 
هدية تيم لسة هتوصله مش ناسي بس بشوفله حاجة قيمة تناسب تيم البنداري 
حبيبي ياراكان مش محتاجة منك حاجة كفاية وجودك جنبنا 
بس ياهبلة انا عندي مېت أخت..دا هي أخت واحدة 
ضمته بحب اخوي..وقف يونس على باب الغرفة يعقد ذراعيه على صدره 
اجيب اتنين ليمون يااخويا انت وهي ..استدارت تبتسم على غيرة زوجها 
لا ياحبيبي شجرة الليمون دي ليا أنا وانت أما راكي حضڼ الأخوة 
لثم جبينها وتحرك متجها إلى يونس 
بتغير مني .دي بنتي ياأهبل..خرج وهو يضحك عليه 
اهبل في عينك استدار له راكان مضيقا عيناه 
مالك يلا في إيه! 
تحرك يونس متجها إليه 
متيجي نروح لنوح شوية من زمان مركبناش خيل 
خرج راكان قائلا 
انا هعدي عليه بس عندي مشوار في الاول..نتقابل هناك سلام 

بمصلحة السجون 
كانت تجلس بأحد الأركان تنظر حولها پغضب من تلك المسجونات تنظر إليهن بكبر وتفاخر 
انت يابت قومي اعمليلي شاي 
نهضت تصرخ بوجهها 
نعم أنت متعرفيش انا مين ولا إيه 
جحظت أعينها تضعها أناملها على أنفها من رائحة تلك الثياب تتراجع للخلف 
اللي هتقرب هموتها متعرفوش أنا مين انا نورسين النمساوي ..أجمل بنت في مصر 
عايزة اعرف مين عروسين دي ..ياله يابت وانت وريني نفسك..وضعت رأسها بأحد الأنية التي توضع بها المياه 
سمعيني صوتك يابت ..انتهت مما كنت تفعله..ثم دفعتها بقوة اسقطتها فوق الثياب التي وضعت بمنتصف الغرفة 
يالة اغسيلي ياحلوة ولما تخلصي سخني العدس اللي هناك دا علشان ناكل 
انهمرت دموعها كالشلال تبكي ..تنظر لحالها بحزن اهي تجني بما فعلته
بأحد الشقق استمعت إلى طرقات على باب منزلها 
نهضت بتكاسل 
راكان..دلف للداخل وأغلق خلفه الباب دون حديث 
فين سليم عرفت انك اخدتيه للدكتور 
انسابت عبراتها تشهق پبكاء 
سليم تعبان أوي الدكتور اخد من عينة للتحليل وشاكك بالسړطان 
ارتفعت دقات قلبه عندما استمع إلى حديثها..نعم هو لم يهتم به ولكنه كان يراه كل فترة .. 
تجمد للحظات وهو يدقق نظراته بها يحدثه عقله 
لا مستحيل تكون بتكذب..تحرك للداخل بعدما تحركت على بكاء ابنها ..
أنا هنا ياحبيبي 
توقف على باب الغرفة ينظر لذاك الملاك..لقد تغيرت ملامحه بالكامل..ذهل من شحوبه بالكامل وأصبح جسده هزيل خطى إليه حتى وصل وجلس بجواره 
حبيبي ايه اللي بيوجعك 
عمو
 

تم نسخ الرابط