بين قبضة الاقدار الجزء الثاني بقلم نورهان العشري
المحتويات
القمر دا يا حلا
التفتت إلى والدتها وهي تقول بلهفة
ماما كان في إيه برة و إيه صوت الخناق و الزعيق دا
أمينه بهدوء
ولا حاجة .. العادي كانوا بيجهزوا العربيات .. متشغليش بالك إنت.
تدخلت سما التي قالت باستفهام
طب هما . ماما و شيرين جهزوا يعني اقصد هييجوا معانا
التفتت أمينة إلى سما التي بدت قمرا في هذا الثوب الجميل فقالت باستهلال
ابتسمت سماا وتنحى توترها جانبا و كذلك حلا التي احتضنتها بقوة وهي تقول بشجن
مش عارفه هعيش من غيرها ازاي
أمينه بمزاح
هتعيشي ياختي . وهي كمان هتعيش عايزة اطمن عليكوا و اخلص منكوا بقى .. مش هعيشلكوا العمر كله..
ربنا يخليك لينا يا ماما يارب ..
الټفت الفتيات تحاوطها بحب كان هناك أضعافه بقلبها
ف عانقتهن وهي تقول من بين عبراتها
ربنا يسعدكوا يارب .. يالا عشان العربيات جت تحت مش عايزين نأخرهم..
تراجعت سما تنظر إليها فلم تعطهاأمينة الوقت للحديث بل قالت بحزم
متشغليش بالك بأمك و بشيرين هجبهم و هنيجي وراكوا إنت تخليك مع صاحبتك .. لحد ما اليوم ينتهي .. وسيبك من أي حاجة ..
طب و أنا يا نانا أنا عايزة أركب جنب العروسة مش أنا عروسة صغيرة..
احتضنتها أمينه بحب وهي تقول بحنان
دانت أحلى عروسة في الدنيا ياقلب نانا . طبعا تركبي جنب العروسة
ما أن احتضنتها أمينه حتى اقتربت ريتال من أذنها وقالت بخفوت
هقولك علي سر يا نانا عشان إنت حبيبتي.. انطي شيرين كانت بتكلم حد في التليفون وبتقوله إن أحسن حل إنهم يلعبوا مع جنة بمحمود الصغنن شويه.. خليهم يلعبوني معاهم بقى عشان انا حبيبتك و قولتلك ..
تعالي يا ريتا معايا عيزاك .. يلا اجهزوا عشان هتنزلوا دلوقتي..
صعد سالم درجات السلم متوجها إلى غرفة شقيقته حتى يأخذها و يسلمها إلى عريسها فتوقف لثوان وهو يناظر طفلتهم الجميلة و مدللتهم التي كبرت وأصبحت امرأة فاتنة و اليوم هو يوم زفافها. انتابه شعورا غريبا للحظات لا يعرف كنهه وعلى الرغم من تأكده بأن ياسين شخصا صالحا ولكنه وجد شعورا قويا من الغيرة يتسلل إلى قلبه يود لو يأخذها بين أحضانه و يخبئها حتى لا يراها في تلك الطلة الرائعة . كان الأمر جديدا كليا عليه حتى أنه كلفه بضع دقائق ليتغلب على ما يعتريه و يتقدم من شقيقته يحاوطها بذراعيه بقوة واضعا قبلة حانيه فوق جبينها و عينيه ترسلان نظرات عميقة جعلت العبرات تتسابق للهطول من عينيها الجميلة فتحدث بنبرة متحشرجة
لم تستطع التحكم في عبراتها و قالت بلهجة خاڤتة
لسه زعلان مني
أجابها بخشونة
مفيش أب بيزعل من بنته.. و إنت بنتي .. كدا ولا إيه
أومأت برأسها وهي تردد بابتسامة خجولة و امتنان
كدا طبعا.. إنت ابويا و اخويا و كل حاجه ليا يا أبيه .. ربنا ما يحرمني منك أبدا..
طوقها بقوة يحاول إخفاء دمعة خائڼه تحاول الفرار من بين مقلتيه ولكنه نجح في التحكم بها و قال بلهجة خشنة
اومأت و عينيها تعده بأن تنفذ وصاياه و شفتيها تؤكدان ذلك الحديث
سمعاك..
فتابع بقلب حنون
و بردو عايزك تبقي زوجة صالحة.. مش عايزه يشوف منك غير كل خير. عشان إنت بنت أصول و اتربيتي صح ..
أومأت برأسها فتنهد بقوة قبل أن يتأبط ذراعها و يتوجه للأسفل فإذا به يجد ياسين الذي كان وسيما بشكل خارق جعل جميع حواسها تتنبه إلى ذلك البطل الذي أتى ليختطفها على حصانه الأبيض ولكن الحقيقة أنها من خطفت قلبه في تلك اللحظة .. فقد كانت أشبه بالحوريات من فرط رقتها و روعتها. التي جعلت ضربات قلبه تقرع كالطبول حتى وصل طنينها أذنيه فلولا وجود سالم لكان اختطفها إلى أبعد مكان في هذا العالم حتى يستطيع التنعم معها بكل تلك المشاعر الضاريه التي اجتاحته كإعصار ..
مد يده يصافح سالم الذي صافحه برسمية و تقدم سليم هو الآخر يتأبط ذراع حلا من الناحيه الأخرى و توجه الثلاثة إلى الخارج تاركين ياسين خلفهم يقف مذهولا فلم يتسنى له حتى أن يصافحها فالټفت ينظر إلى صفوت الذي ابتسم رغما عنه و
متابعة القراءة