بين قبضة الاقدار الجزء الثاني بقلم نورهان العشري

موقع أيام نيوز


اتجوزها. وهي كمان حبتني أو دا اللي قالته وقتها بس لما اتعارض الحب دا مع مستقبلها و كريرها قعدت تماطل و أنا مابحبش كدا.
أردفت بسخرية مريرة 
قمت سايبها!
أيدها قائلا بقوة 
ايوا سبتها. ومش ندمان. كان ممكن احترمها لو كانت واضحه وصريحه. لكن هي مكانتش كده. بالعكس كانت شخص متلون و مراوغ لأقصي درجة. و دا اللي خلاني مندمتش لحظة عليها. 

تابع وقع حديثه على ملامحها التي ارتخت قليلا و تابع بقوة 
مفيش علاقة في الكون ممكن تنجح وهي تفتقر الثقة يا جنة. و هي هزت ثقتي فيها
استفهمت بقلب مړتعب 
عندك حق. بس يعني لما جت و اعتذرت ليه مسامحتهاش مش يمكن تكون اتعلمت من غلطها..
بلهجه قويه ك نظراته تماما أجابها 
فات الوقت. خلاص مبقاش ليها جوايا اللي يخليني قادر حتى ابص فى وشها. علاقتي بمروة كانت علاقة فاترة لما انتهت انا حتي متألمتش . مش هنكر افتقدت مشاعر معينه بس متأذتش ودا معناه حاجة واحدة..
ايه هي
هكذا استفهمت بلهفة فأجابها بنفس لهفتها 
انها مكنتش مشاعر قوية بالدرجة الي تخليني اسامحها و اقبل اني ارجعلها.. 
كانت تود لو تستفهم بملء صوتها وتقول 
أهكذا فقط 
ولكنه استفهام أبى الخروج من بين شفتيها التي ذمتها پألم تجلي في عينيها التي كانت مرآته لقلبها فتابع بنبرة أجشة 
الحب اللي بجد هو اللي يخلي شخص واحد تقف حياتك عليه. فراقه يعني موتك.
توقف و عينيه تتابع وقع كلماته عليها و تابع بلهجه صادقة
و الشخص دا هو أنت يا جنة..
ارتج قلبها و اهتزت أضلعها التي تحمله جراء تصريح رائع بالحب لم تجروء علي توقعه يوما فانهالت عبراتها تأثرا واهتز جسدها بين يديه التي احتوتها بضمة قويه كانت أكثر من محببة لها فأطلقت العنان لمشاعرها المكبوتة قي الخروج علي السطح فجاءت كلماته الحانية لترمم ثقوبا و تصدعات شوهت روحها 
خرجي كل الي في قلبك. عيطي لو دا هيريحك. املي الدنيا صړيخ و أنا هسمعك. بس اوعي تكتمي ألمك جواك اكتر من كدا.
فعلت مثلما اخبرها فأخذ بكائها يرج غصون الأشجار حولهم و مع كل شهقه كانت تخرج من جوفها يزداد تعلقه بها أكثر حتى صارت وكأنها جزء من جسده شقا من روحه قطعة من قلبه المتيم بعشقها و الذي اخترق جميع دوافعها فوجدت نفسها تهمس باسمه 
سليم..
اخترق همسها قلبه فقام برفع وجهها يحيطه بكفوفه الحنونه وهو يقول بهمس
عيونه..
اجابته بلوعة
انا خاېفه اوي . خاېفه من كل حاجه. خاېفه اقرب من ابني لاخسره خاېفه لا المړض دا يكون عقاپ من ربنا ليا عشان غلطتي. خاېفه اتعلق بحياة جديدة تنتهي بكارثه زي ما حصل قبل كدا.. احساس الخۏف دا هيموتني و أنا مش قادرة اعيش بيه أبدا 
كلماتها الملتاعه كانت أشبه بالجمر علي قلبه الذي انتفض بداخله اضلعه ألما و عشقا تجلي في نبرته حين قال 
اوعي تخاف و أنا موجود. 
تابع و يديه تمسد أكتافها المرتجفه متابعا بقوة
ابنك دا هديه ربنا ليك وهيتربي في حضننا. ربنا له حكمة في كل حاجه حصلت. الطفل اللي مش قادرة تقربي منه دا لولاه مكنتيش اكتشفتي حقيقه مرضك و هو لسه في أوله. اللي هو ابتلاء من ربنا و هتصبري عليه عشان أنت قويه و عشان ربنا بيحبك. ربنا بيبعت البلاء للي بيحبهم. 
أيدته قايله
انا عارفه. بس..
قاطعها بحكمه
مفيش بس. في الحمد لله علي كل حاجه تيجي من عند ربنا. و تبقي قويه عشان أنت احسن من غيرك كتير. أنت جمبك ناس كتير بتحبك. اهلك و اختك و ابنك و أنا
تعمقت نظراتها أكثر بعينيه التي اقتربت أكثر فأسند جبهته فوق خاصتها قائلا بصوت أجش
انت غاليه اوي يا جنة. اغلى عندي من روحي.. وجودك يعني اني عايش. و ألمك دا بيفتت قلبي..
انهي جملته واضعا قبلة حانيه علي أرنبة أنفها قبل أن يتابع بصوت مغلفا بلهيب الصبوة
خليك قوية و أنا ايدي في ايدك لحد ما نعدي كل حاجه سوى
هتصبر عليا
كلمه واحده منها كانت لها وقع القنبلة علي مسامعه فتراجع يناظرها بلهفه تجلت في نبرته حين قال 
بالرغم من إن سليم الوزان عمره ما عرف يعني ايه صبر بس انت تستاهلي اني اتعلمه عشانك..
سليم الوزان اختار يدخل الڼار برجليه..
هكذا أجابته في محاولة للوصول إلي أقصي مراحل الأمان بقربه فتفهم علي الفور مقصدها فأجابها بخشونة
اعتبري سليم الوزان دا ملكك بكل ما فيه. قربي و ملكيش دعوة
تقصد ايه
ايه رأيك تعتبريني صاحبك. الي بتجري تحكيله علي كل حاجه تخصك. فرحك حزنك ألمك كل حاجه. 
ابهرتها كلماته التي انهالت عليها ك سيل من المياة العذبة لتروي تربه تصدعت من فرط الجفاء و خاصة حين أكمل
اعتبريني البحر الي بترمي فيه كل مشاعرك. 
إجابته بنبرة مرتجفه
و افرض فهمت كلامي غلط
استحاله..
 

تم نسخ الرابط