بين قبضة الاقدار الجزء الثاني بقلم نورهان العشري

موقع أيام نيوز


إلي الخلف بقوة كادت أن توقعها بينما تابع قائلا ساخرا
متتكيش عالثقة اوي عشان مبقلهاش وجود بينا..
صاحت باعتراض
ليه بتقول كدا
مقولتليش ليه أن هو ورا اللي حصل 
لأول مرة تشعر بالخۏف منه بتلك الطريقة ملامحه كانت مكفهرة بطريقة لم تعهدها و نبرته القاسېة جعلتها تبتلع ريقها بصعوبة قبل أن تقول بشفاة مرتجفه
خۏفت يكون تخميني غلط!

ارتسمت السخريه علي ملامحه وامتزجت مع لهجته المريرة حين قال 
خۏفتي! ولا عشان كنت عايزة تمشي و مش لاقيه طريقه فقولتي فرصه بما أنه مش قادر يحمينا 
هبت تنفي مرارة اتهاماته 
لا طبعا أنا مقولتش كدا ..
زأر پغضب
هو قال. و أنت معترضتيش و مشيتي!
صړخت بلوعة
و أنت ممسكتش فيا..
قهقه ساخرا و هو يمسك بهاتفه ينوي إجراء اتصالا هاتفيا وهو يقول بتهكم
فعلا كان مفروض اقولك لا والنبي متمشيش.. اقولك دي احسن حاجه صح أنت عملتيها
لم تستطيع أن تجيبه فقد نالت كلماته منها بشكل لا يوصف فشعرت پألم يطحن عظامها من الداخل وخاصة حين شاهدته ينخرط في محادثة هاتفية مع أحد رجال الشرطة فعادت أدراجها تنوى الخروج تود أن تنزوي بعيدا عن جميع الأعين حتي تستطيع أن تلعق كرامتها الجريحة وما أن أوشكت بالوصول الي باب الغرفة حتي تفاجئت من قبضته التي أمسكت رسغها بقوة وهو يواصل حديثه الهاتفي قائلا بخشونة 
هحاول انا بطريقتي و انت خليك جاهز عشان لو احتاجتك..
التفتت بلهفه تنظر إلي عينيه التي كانت تنطق باعتذار لم يتجاوز حدود شفتيه فاخذت تناظره بعينين تحملان عتب قاسې تجاهله هو حين قال بفظاظة
بعد كتب الكتاب هنطلع كلنا علي بلدكوا و أنت هتكوني موجودة..
اومأت برأسها و بللت حلقها الجاف قبل أن تقول 
حاضر..
ارتفع أحدي حاجبيه حين سمع منها تلك الكلمة التي ظن أنها لا تعرف طريق شفتيها فقال ساخرا
غريبة اول مرة اسمعك بتقولى الكلمة دي..
لم تستطيع منع نبرة الضعف التي تسللت الي قلبها و صوتها حين أجابته
مبقاش فيا حيل اناهد خلاص.. اللي انتوا شايفينه انا هعمله..
لو كانت اجهزت عليه بسلاح ڼاري لم تكن لتؤلمه لهذه الدرجة فلأول مرة تعلن انهزامها بل و ترفع رايه التسليم أمامه ولدهشته كان هذا الأمر مؤلم كثيرا علي قلبه الذي لم يتحمل ضعفها فقال بنبرة خافته 
أخيرا نويني تسمعي الكلام.
كانت كمن تاه في صحراء قاحله يرويها بدماء جراحه النافذة لا تعلم هل تبغي النجاة  فاختار هو بدلا عنها و نجت بين ذراعيه التي احتوت آلامها و ضعفها فصارت تبكي و ترتجف بين ضلوعه كيتيم تلقى أول عناق بحياته فصار يتمسك به وهو يشكي آلامه و أحزانه علي هيئة نهنهات متقطعه كانت تنحر قلبه بدون رحمه فصارت يداه تمسد خصلات شعرها برفق و يده الأخرى تشدد من عناقها كثيرا وكأنها تخبرها بأنه ملجأها الآمن.
كثيرا ما نتوه بين ما نحتاجه و ما نشعر به و كأننا لا نعرف أنفسنا. تتكالب علينا الأوجاع و تختلط علينا الأمور فلا نعد نعلم اي الطرق علينا أن نسلك نحتاج لأن يمد أحدهم يده إلينا أما لإرشادنا أو لاحتواء آلامنا...
هدأت من ثورتها التي لا تعلم كيف اندلعت فقد شعرت للحظات بأن بكاء العالم يملؤها حتي فاضت به عيناها التي تلونت بحمرة الۏجع 
شعر بها تهدأ بين ذراعيه التي احتوت ألمها و غضبه فقد كان ېحترق كمدا و ړعبا علي شقيقته و علي هذا المأزق الذي يجب الخروج منه بأقل الخسائر. 
شعر بها تتملص من ذراعيه فخفف من ضغطه عليها لتتراجع هي تنوى الابتعاد و عينيها تهرب من سطوة عينيه فلم تفتها يده بل امتدت تمسك ذقنها و تعيد عينيها إليه وهو يقول بخشونة
بصيلى يا فرح ..
كان الهرب هو اول و اقوي حلولها الآن فحاولت
 

تم نسخ الرابط