بين قبضة الاقدار الجزء الثاني بقلم نورهان العشري
المحتويات
بخطوات هادئه تنافي قوته في التمسك بها و احتوائها قبل أن يقول بخشونة
نوم إيه بس دا إحنا يدوب هنقول كلمتين و هنزل ورايا شغل كتير ..
ناظرته باستفهام و شاب القلق نبرتها حين قالت
في إيه يا سليم قلبي واجعني أوي و حاسه أن في حاجة كبيرة حاصلة و أن موضوع مروان دا وراه مصېبة كبيرة.. و مين البنت دي
قاطع حديثها اشتداد حصاره عليها أكثر وهو يقول بخفوت
قرب رأسه منها ليروي ظمأه فإذا بهاتفه يرن فحبس أنفاسه الغاضبة و أسند جبينه على خلصتها و هو يتمتم
حتى الكلمتين مش لاحق أقولهم ..
لون الخجل ملامحها و أخفضت رأسها فزينه بغرس ورودا حمراء تروي مدى تأثره بها و عشقه لها قبل أن يبتعد قائلا پغضب مخاطبا هذا المتصل الذي يعلم هويته جيدا
توقف إثر سماعه ضحكتها و الټفت مغازلا
طب بزمتك حد يسيب الضحكة القمر دي و يروح للأشكال الغلط دي
اختلطت ضحكاتهم و خرج سليم من الحمام فتوجهت إليه قائلة بنبرة يشوبها الحرج
سليم
لا سليم إيه أنا متوضي يا بنتي ..
اندهشت من كلماته و صاحت مستفهمة
سليم مغازلا
كلك على بعضك مشكله ..
راق له خجلها فتابع يشاكسها
طب يعني لما تقوليلي سليم الحلوة دي مفروض اسكت مثلا ! حد قالك اني مابحسش ولا حاجه
ارتدت قناع الجدية وهي تقول
والله لو ما بطلت ما هقولك عايزة إيه
لا و على أيه .. أؤمر يا قمر
أنا نفسي نصلي جماعة مع بعض ..
تعابيرها الطفولية و طريقتها اللطيفة في الحديث إضافة إلى طلبها الذي أسعده بشدة كل تلك الأشياء لها وقع السحر على قلبه الذي يود لو يختطفها من العالم أجمع..
انجري يا جنة روحي اتوضي ..
قهقهت على لهجته و تقاسيمه التي لونها القهر و اتجهت الى الحمام توضأت وخرجت لتجده ينتظرها و سرعان ما ارتدت جلباب الصلاة و توجهت لتقف خلفه و ما هي إلا ثوان حتى أقام الصلاة ركعة تلو الأخرى و سجدة تليها سجدة و دعاءها الذي لا
سبحان الذي رزقني هذا من غير حول لي ولا قوة يا مديم النعم أدمه لي في حياتي و أصلحني به و اصلحه بي .. و هبنا ذرية صالحة و احفظ لي ابني وأجعله قرة عين لي و له و أعنا على تربيته و أجعله ذرية صالحة لنا و اعفو عن أباه و اغفر له انك أنت العفو الغفور ..
لا تعلم لما كانت تدعو له ولكنه و بالرغم من كل سيئاته فهو السبب لكل شيء جيد حدث لها بداية من محمود طفلها الحبيب إلى سليم رفيق الروح و وتين القلب .
سبحان الله الحمد لله الله اكبر لا إله إلا الله وحده لا شريك له .. له الملك وله الحمد وهو علي كل شئ قدير
انبثقت العبرات من مقلتيها تأثرا حين أردف بخشونة
عايز نكون سوى في الجنة .. عايزك مراتي دنيا و آخرة ..
أفصحت عينيها عن عشقا جارفا و ترجمته شفتيها حين قالت بتأثر
انا
مكنتش أتخيل أن عوض ربنا ليا هيكون كبير أوي كدا ..
سليم بحنو
عايزك تعرفي حاجه مهمة أوي يا جنة .. ربنا لما بيبتلي حد يبقى بيحبه ولما بينزل البلاء بيكون على قدر طاقة الإنسان . لقوله تعالى لا يكلف الله نفسا إلا وسعها ..
تعلقت عينيها بحديثه المريح للنفس فتابع بخشونة
ولما الإنسان يصبر يقوم يشتد الكرب أوي عشان ربنا بيختبر مدي قوة ايمان الإنسان فينا و مدى تحمله مع العلم أنه الكرب دا ممكن يكون باب خير كبير بس إحنا منعرفش ربنا قال عسى أن تكرهوا شيئا و هو خيرا لكم. وشوفتي هو إبتلانا بس بيطمنا في الآية اللي بتقول واصبر لحكم ربك فإنك بأعيننا تخيلي ربنا بعظمته بيقولك أنت في عنيه ..
ترقرقت العبرات في مقلتيها تأثرا فأضاف بحنو
و في عز ما احنا موجوعين و صابرين على الإبتلاء تقوم تنزل رحمة ربنا و تلطف بينا إن مع العسر يسر اوعي تفقدي إيمانك بربنا مهما حصل .. ربنا عوضه عظيم فوق ما تتخيلي .. سلمي أمورك ليه و دايما قولي افوض أمري لله والله بصير بالعباد .. دا بقي راحة ما بعدها راحة
كانت تناظره بعينين مشدوهتين بما تسمعه .. فذلك الرجل تجاوز كل تخيلاتها بمدى روعته فقد كانت كلماته تصف كل ما تعرضت له و قد كان هو عوض الله الذي وعد بها بعد طول الصبر و الألم .
لم تمنع نفسها وهي
متابعة القراءة