بين قبضة الاقدار الجزء الثاني بقلم نورهان العشري
المحتويات
بينك و بينها طول ما أنت كنت مسافر و عمال يسخنها عليك
صاح مروان باندفاع
اتقي الله يا مفتري .. بتحطني قدام القطر ماشي ليك يوم
اشتدت يديه حولها وهو يشدد على كل حرف يخرج من بين شفتيه
محدش يقدر يوقع بيني و بين فرح .. ولا إيه
لحظة التحمت بها نظراتهم المشتاقه قبل أن تجيبه بتأكيد
أكيد طبعا
هكذا تحدثت جنة فتمتم سليم حانقا
الصبر من عندك يارب ..
انطلقت الضحكات وسط مزاح مروان و مشاكسته للجميع و لدهشتها وجدت
نفسها مستمتعة لجو العائلة الدافئ المحيط بهم ولكن بدد الجو حولها اهتزاز هاتفها فنظرت للمتصل و هوى قلبها ړعبا فحاولت تجاهله ليعيد الهاتف اهتزازه فتوجهت للخارج للإجابة على هذا الاتصال الملح ظنا منها أن لا أحد يلاحظ غيابها ولكنها كانت مخطئة فقد كانت عينيه تلتقمان كل همسه تصدر منها بلا وعي منه و لم يستطع مقاومة فضوله حين رآها تخرج فما هي إلا لحظات حتى قادته قدماه خلفها ليجدها تتحدث إلى الهاتف وهي تقول بحنق
بدأ أنها تستمتع إلى الطرف الآخر بحنق تجلى في نبرتها حين قالت
اعتقد ان دي مش مشكلتي و مش هتدخل تاني في حاجة زي دي .. كفايه اللي حصل قبل كدا .
أنهت جملتها و قامت بإغلاق الهاتف و التفتت لتنفلت منها شهقة خاڤتة حين رأته يقف بطلته الخاطفة واضعا يديه في جيوب بنطاله يناظرها بجمود خالط لهجته حين قال
تجاهلت شئ مزعج يجذبها إليه وقالت بجفاء
ميخصكش..
مين قالك كدا دا يخصني و أوي كمان
استفهم بفظاظه فخرجت منها ضحكة مستنكرة حين قالت
دا بأمارة ايه
جاءت نبرته فظة دون أن يقصد حين أجابها
بأمارة انك اتطلقتي و بقيتي من ضمن مسئولياتي !
مسئولياتك
استفهمت باستنكار متجاهله تلك الضربات المتلاحقة بصدرها فصحح كلماته قائلا
زفرت بحنق تجلى في نبرتها حين قالت
انا مش لسه طفلة صغيرة و لا مسئولية حد .. أنا مسئولة من نفسي وياريت تبعد عني احسنلك
و إلا
نبرته كان يشوبها تحدي اربكها فقالت بتوتر
تقصد ايه
طارق بفظاظة
كملي الجملة ابعد عنك احسنلي و إلا
لم تجد ما تقوله فقالت بنفاذ صبر
اوقفتها يداه التي قبضت على رسغها بقوة شابهت نبرته حين قال
بما أنك معندكيش رد .. يبقى تسمعي المفيد ..
سخرت قائلة
إللي هو
تجاهل سخريتها و قال مشددا على حروفه
أنا واخد بالي منك أوي .. وبالمناسبة أنت مش عجباني .. فخلي بالك من كل حاجة بتعمليها عشان هحاسبك عليها.. و من هنا
دق قلبها بقوة لم تختبرها مسبقا وزحفت دماءها المحتقنة إلى خديها فحاولت السيطرة على مشاعر غريبة اجتاحتها حين لجأت إلى استفزازه قائلة
و إلا
نجحت في مسعاها فشدد من قبضته ليؤلمها قبل أن يقول بفظاظة
هكسر دماغك ..
بأي حق
سؤالا لا يعرف إجابته ولا يحاول البحث عنها لذا لجأ إلى المراوغة حين قال
لو كنت ناسية أنت بنت الوزان و دا كفيل يديني ألف حق انك لما تتعوجي أعدلك ..
سحبت يدها پعنف من يديه و قالت غاضبة
اوعى تفكر تقرب مني تاني .. ولا اسم الوزان بيديلك الحق تقل أدبك كمان
للحظة استرجع مذاق اقترابها فسرت قشعريرة لذيذة بجسده و لا إراديا توجهت عينيه إلى كريزيتها لتعبر قشعريرته إليها هي الأخرى و دون وعي تراجعت للخلف فلونت ملامحه ابتسامة خاڤتة قبل أن يقول بخشونة
كانت غلطة .. بس مندمتش ولا هندم عليها أبدا.
لا تعرف ما عليها أن تفعل فقد ضړب ثباتها في مقټل و لعب على نقاط ضعفها ببراعة لذا لم تجد مفر أمامها من الهرب فتجاوزته و هرولت إلى الخارج تنوي الابتعاد عنه قدر الإمكان
سالم أنا جهزت عقود الصفقة فاضل بس تشوفها و تقول لو عندك أي تعديل
هكذا تحدث سليم موجها حديثه إلى سالم الذي قال بإمتنان
عملت فيا خير .. لما اروح هبقي أراجع عليها و جهز نفسك عشان أنت اللي هتتولي ادارة المجموعة الفترة الجاية دي
خرج استفهامها رغما عنها
ليه و أنت هتكون فين
نظر سالم إليها بطمأنه قبل أن يقول بغموض
لما نروح هنتكلم ..
أزداد توترها ما أن سمعت حديثهم فقد جاء وقت التنفيذ لذا تجاهلت
ارتباكها وقالت
عايزة اتكلم معاك يا سالم .. لوحدنا !
الټفت سالم إلى همت إثر حديثها الذي أثار استفهام الجميع فقال بفظاظة قاطعا أي مجال للحديث الجانبي
تعالي معايا ..
خرج سالم برفقة همت فتمتمت فرح بقلق
يا ترى عايزاه في إيه
إجابتها أمينة بنبرة مخټنقة
أيا كان اللي عايزاه فيه فهو مش خير .
لون الحزن معالمها فتألم لرؤيتها هكذا و استغل انشغال الجميع فيما امتدت يديه تجذب انتباهها و حين التفتت
متابعة القراءة