بين قبضة الاقدار الجزء الثاني بقلم نورهان العشري
المحتويات
البصر وجدها تدفعه بكل قوتها وهي تناظره بعينين تقطران حقدا تجلي في نبرتها حين قالت
ابعد عني.. انا بكرهك اياك تقرب مني تاني ..
ألقت جملتها علي مسامعه و هرولت للخارج دون أن تعطي له الفرصة لاستيعاب ما حدث
كان سالم ينتظر في السيارة أمام المقود و بالخلف كانت تجلس حلا التي كانت تضمد جراح مروان الذي صاح بها غاضبا
حلا بارتجاف
وانا ذنبي اي هو انا الي ضربتك
الټفت مروان غاضبا
مين دا الي اڼضرب يا بت انت جتك ضړبة في عينك.. مشوفتنيش لما اديته لوكاميه طبقتله وشه
حلا باندفاع
لا شوفته لما أداك شلوط وداك أسيوط..
جذبها مروان من خصلات شعرها وهو يقول متوعدا
حلا وهي تحاول جذب خصلاتها منه و بالمقابل يدها الأخرى تمسك خصلاته
انت الي عملتلي فيها سبع رجاله في بعض اشرب بقي.. سيب شعري
مروان پغضب وهو يهزها من خصلات شعرها
يالا يالي بتحطي جاز في شعرك يا معفنه .. صدقوا لما قالوا الچنازة حارة و المېت كلب..
هكذا صړخ بهم سالم الغاضب حد الچحيم الذي سيحرق الجميع أن أطلق له العنان فذلك الرجل نجح بجدارة في استثارة غضبه النفيس و لأول مرة بحياته يشعر بأنه علي وشك القټل لولا تدخل عبد الحميد لم يكن ليترك ذلك الرجل حيا أبدا. و لكن أنقذه القدر من بين براثنه .
أنوار سيارة قادمة شتت تفكيره وخاصة حين وجد ذلك الذي ترجل منها والذي لم يكن سوي صفوت ابن عم والده و مدير أمن المنيا الذي هاتفه عبد الحميد ليأتي و يصلح الأمور بينهم..
بما انك كشرت كدا يبقي عرفت انا جاي ليه. انزل
ترجل سالم من السيارة التي أوقفها علي أول البلد في انتظار قدوم سليم ولكن بدلا عن ذلك اتي صفوت الذي قال بهدوء
معقول سالم الوزان يخرج عن شعوره بالطريقة دي
سالم مغلولا
سالم الوزان في اللحظة دي عنده استعداد ېحرق البلد دي باللي فيها..
اهدي يا راجل.. المواضيع متتحلش بالطريقه دي.. ويالا تعالوا معايا .
سالم بجمود
احنا مستنيين سليم.
سليم هييجي ورانا هو و عبد الحميد..
سالم پغضب
ودا جاي يعمل اي انا مش قولتله الي عندي.
صفوت مؤنبا
احنا مش ظلمه يا سالم . انا حاسس بغضبك و انفعالك بس احنا غلطنا في حق الناس دي. و عبدالحميد مش طيب زي مانتا فاهم عبد الحميد مش عايز يخسر أحفاده لكن غضبه وحش و مش عاوزين نوصل للمرحله دي معاه عشان حتي الانتصار له ضرايب احنا في غني عنها..
بعد مرور وقت لم يكن طويل وصل كلا من
سليم و عبد الحميد الي فيلا صفوت و اجتمع الرجال في جلسة منفردة لمحاولة ترميم ذلك الصدع الذي احدثه هذا الشجار الغبي
حجك عليا يا سالم بيه. الي حوصول ده مكنلوش داعي من الأساس وانت مفروض مكنتش تشترك فيه لإنك راچل واعي انما هما شباب طايش كان واچبك تعجلهم..
سالم پغضب
مش دوري اعقلهم يا حاج عبد الحميد . لكن دوري لما الاقي حد بيتعرض لابن عمي مسكتش..
عبد الحميد بوقار
حجك .. وعشان أكده انا بجول نجفلو عالموضوع بكل غلطه ونبدؤا صفحه چديدة اني چيت اهه و بديت بالصلح. ايه جولك س
سالم بجفاء
ماشي قبلت الصلح بس رأيي مش هيتغير موضوع حلا منتهي..
صاح عبد الحميد معارضا
لا أكده يبجي متصالحناش. اتفاجنا انك تسألها لول. ليه بجي بتجدم الرفض.
سالم بفظاظة
اصرارك اني اسألها دا مش مريحني يا حاج عبد الحميد.. حاسس كدا أنه وراه حاجه
عبد الحميد بمراوغه
يا ابني انت ليه عايز تعجد الأمور اني بنحل و معايزش يبجي فيه بيناتنا غير كل خير لكن اني صبري جرب يخلوص. لو عايزها شړ يبجي شړ معنديش مانع ولا اي يا سيادة اللوا
تدخل صفوت بحكمه
سالم. الراجل جه و مد أيده بالصلح يبقى عايز اي تاني
زفر سالم بحنق تجلي في نبرته حين قال
ماشي انا هسألها بس لو رفضت الموضوع دا ميتفتحش تاني..
وماله و أني موافج..
نظر سالم الي سليم الذي نهض من مكانه متوجها إلي شقيقته في الخارج وقال بهدوء ينافي غضبه
حلا لآخر مرة هسألك اذا كنت موافقه علي جوازك من ياسين
بالرغم من ڠضبها و حزنها وآلمها مما حدث فهي مجبرة علي الموافقه و خاصة بعد ما حدث فهي تنوي جعله يتذوق الچحيم الذي رماها به دون أن يرف له جفن من الرحمة
موافقه يا أبيه
شهقة قويه خرجت من جوفها حين شاهدت سالم الذي كان يطالعها بعيون تتراقص بها ألسنه الڠضب الذي تجلي في نبرته حين سألها
متأكدة من قرارك دا
لوهله شعرت بأن قدميها لم تعد قادرة علي حملها فهي ترتعب من نظرات سالم التي ټحرقها بنيرانها ولكن الأصعب من ذلك هو خسارة أحد من اشقائها لذا قالت بنبرة مرتجفه
مو. موافقه..
تأكد ظنه فهو فطن إلي أنها ستوافق ولكن رغما عن إرادتها فالآن هو شبه متأكد من أن شقيقته تعرضت للټهديد بطريقة أو بأخرى لذا لم يزيد من حديثه بل الټفت عائدا إدراجه إلى الغرفه وهو يقول بفظاظة
حلا مش موافقه
هب عبد الحميد من مكانه وهو يقول بانفعال
كلام اي ده الي عم تجوله
سالم بهدوء
طلبت مني أسألها وهي قالت مش موافقه.. ايه الغريب في كدا..
ناظره صفوت باندهاش فقد سمع موافقتها بأذنيه وقد علم بأن سالم فرض رأيه عليها لذلك تدخل قائلا بتعقل
ممكن تكون مكسوفه منك يا سالم . انا هدخل اسألها..
اغتاظ سالم من تدخل صفوت و قال بفظاظة
مالوش لزوم يا عمي..
صفوت بنبرة ذات مغزي
معلش يا سالم .. حلا قريبة مني و هتصارحني.
زفر بحنق و توجه يجلس علي كرسيه بشموخ منتظرا قدوم صفوت الذي ما أن آتي حتى قال
زي ما قولت كانت مكسوفه من سالم.. مبروك يا حاج عبد الحميد..
ابتسم عبد الحميد وقال بوقار
مبروك علينا كلنا يا صفوت بيه.. السبوع الجاي أن شاء الله هنندلي علي اسماعيلية و ناجوا نطلبوها منيكوا رسمي..
لم يجيب سالم انما تولي صفوت المهمه قائلا
تنورونا يا حاج عبد الحميد..
عبد الحميد بتعاطف
كان نفسينا ناجوا نطلبوها منيك أهنه بس احنا عارفين الظروف ..
اومأ صفوت برأسه بحزن تجلى بوضوح في عينيه و نبرته حين قال
ربنا يتمم بخير.
كان الليل طويلا في هذه البلدة الريفية التي و بالرغم من كآبتها ألا أنه ترك بها قلبه. ويستطيع أن يجزم بأن روحه هي الأخرى غادرته
متابعة القراءة