بين قبضة الاقدار الجزء الثاني بقلم نورهان العشري
المحتويات
إلى ذلك المنزل الكبير الذي اتشح بالسواد فقد كان الحزن يحيط به من كل جانب ينعي فقيده الراحل و الذي رحل و ترك خلفه قلوب تتعذب كان علي رأسهم عبد الحميد الذي لون الحزن ملامحه التي بدت أكبر بكثير من سنوات عمره الخمس و السبعون فتبدل من ذلك الرجل القوي الصارم الذي يهابه الجميع الي اخر احني الۏجع قامته و هدم جبال صلابته فحين وقعت عيني سالم علي مظهره تأثر كثيرا و شعر بالتعاطف معه
هكذا تحدث سالم فأجابه عبد الحميد بنبرة حاول أن تكون ثابته
الدوام لله .. تعبت نفسك يا سالم بيه..
سالم بخشونة
ولا تعب ولا حاجه احنا أهل .. البنات جوا مع الحريم و معاهم الحاجة ..
عبد الحميد بتأثر
فيها الخير .. منچيلكوش في حاچه عفشة
الټفت سالم يناظر عمار الذي كان وجهه مكفهرا و الڠضب باد علي محياه و ينبعث من نظراته و كانت هذه طريقته في التعبير عن غضبه فقام سالم بمد يده يصافحه وهو يقول بفظاظة
كانا رجلين صالحين ولكن فواجع أقدارهم هي من جعلتهم يوما خصمين والآن لم يكن يتوقع عمار أن يأتي أحد لحضور مراسم العزاء فإذا به يتفاجئ بالجميع و من بينهم ذلك الذي ظنه خصمه ذات يوم فمد يده يصافحه بخشونة تجلت في نبرته حين قال
الدوام لله چيت يعني
سالم بفظاظة
و إيه اللي مش هيخليني آجي احنا أهل و بينا نسب لو ناسي !
لا منسيتش.. اتفضلوا..
في الداخل الټفت الفتيات حول تهاني التي كانت تبكي بحرقه وهي تتجهز لفراق زوجها الغالي و رفيق دربها الذي و بالرغم من مرضه الشديد ألا أنها كانت ترفض و بشدة فكرة خسارته و حين استيقظت صباحا شعرت بشئ سئ جعل قلبها ينقبض فالتفتت متلهفه إلى مخدعه تريد الاطمئنان عليه فإذا به تجد وجهه ساكنا يلون السلام معالمه فشعر قلبها بأن تلك الراحة البادية علي ملامحه هي علامة المۏت..
شدي حيلك يا طنط ..
هكذا تحدثت فرح وهي تربت علي كتف تهاني بمواساه فاجابتها الأخيرة بخفوت
بينما لم تستطع جنة الحديث فقد كانت تشعر بالاختناق من اصوات البكاء و مظاهر الحزن حولها ف شعرت بالدوار يلفها فاقتربت منها فرح قائلة بقلق
جنة أنت كويسه
اومأت برأسها دون حديث ولكن كان وضعها يزداد سوء فقامت فرح بجلب هاتفها و الاتصال بسليم الذي ما أن رأي اسمها علي الشاشة حتي أجاب بلهفه
جنة تعبانه
لم تكد تنهي فرح جملتها حتي هب واقفا متوجها بأقدام مرتعبه الى الخارج وهو يقول بلهفة
انتوا فين
احنا في البيت جوا مع الحريم انا هسندها و نطلعها لحد فوق..
أجابها بحزم
انا مستنيك بره قدام الباب ..
أنهت جملتها و استأذنت من تهاني التي لم تعارض وقامت بإسناد جنة الي خارج الغرفة ف لمحها ذلك الذي كانت كل خلية به ترتعب خوفا عليها وخاصة حين رآها مستندة علي كتف فرح ف ساقته خطواته الفهديه إليها و ما أن وصل قربها حتي امتدت يديه تحاوطها بلهفه تجلت في نبرته حين قال
جنة .
سليم
لم يحتمل قلبه همسها المتعب و قام بثني ركبتها و وضع يده الأخرى خلف ظهرها و حملها بخفه وهو يوجه حديثه لفرح
اطلعي قدامي وريني الأوضه بتاعتها
اطاعته فرح بصمت وما أن وصل إلى الغرفة حتي وضعها برفق فوق المخدع وهو يقول بنبرة ترتجف ذعرا
خليك جمبها و انا هكلم الدكتور ييجي يشوفها. شكلها ميطمنش .
ما أن أوشك علي الانسلاخ عنها حتي تفاجئ بها تمسك بكفه تأبي تركه لها وهي تقول بصوت متعب
متسبنيش .. انا خاېفه..
فعلتها تلك أضرمت النيران ب أوردته . تمسكها به لجوئها إليه و تصريحها بذلك كانت أشياء لم يكن يتخيل حدوثها و خاصة في هذا الوقت و بأمر من قلبه قام باحتضانها بقوة و كأنه يثبت بالبرهان بأنه بجانبها و لن يتركها ابدا فرق قلب فرح و تسلل السرور اليها حين رأت ما حدث و قالت بخفوت
خليك جمبها انت.. هي تلاقيها تعبت من الجو العام جنة طول عمرها بتهرب من المواقف
متابعة القراءة