بين قبضة الاقدار الجزء الثاني بقلم نورهان العشري

موقع أيام نيوز

معا فكان مزيجا رائعا من الشعور الذي غمرها به وهو يتخطى كل شيء للوصول إليها فلم ينتبه لصينية العشاء التي سقطت 
أنت اختصار لدنيتي بحالها يا فرح .. أنت دنيا اتمنى أني أعيش و أموت فيها
وجودك هو الخيط الفاصل بيني وبين الهلاك .. تلك البقعة البيضاء في عالم مليء بالضباب .. النقاء وسط أنفس طمسها السواد و قلوب لوثها الجشع ..
نورهان العشري 
صباحا دلفت إلى الداخل بعد أن سمعت إذن أمينة لها بالدخول فما أن وطأت أقدامها أرض الغرفة حتى لمع وميض الدهشة في عينيها قائلة
إيه دا أنت هنا 
تحدث سالم بخشونة
أنت شايفة ايه 
تجاهلته ووجهت انظارها الى أمينة التي قالت بجدية زائفة 
إيه يا ست فرح مش عارفه أقعد مع ابني شويه منك 
شهقت متفاجئة 
ماما أنت بتتكلمي جد أنا معرفش والله إنه هنا ..
غيرت دفة الحديث قائلة بتقريع
و في واحدة بردو متعرفش جوزها فين 
تراقص المكر بعينيه وهو يقول
في دي عندك حق يا حاجة..
أيقظ جيوش التمرد بداخلها ف سردت شكواها بضعف مستجد
و يرضيك ياماما أن الواحد ميشاركش مراته في أي حاجة تخصه ! و يهمشها كأنها مش موجودة! 
كان أمرا هو أكثر من نادم عليه وتعرف هي ذلك ولكنها أرادت رد الھجوم بهجوم مضاد فعض على شفتيه السفلية بتوعد و عينيه ترسلان سهام الټهديد الصامت لتقطع أمينة حرب النظرات المتبادلة بينهم قائلة بنصح 
لا في دي عندك حق .. مينفعش الراجل يخبي عن مراته حاجه .. مراتك دي جيشك اللي لو الناس كلها اتخلت عنك هي تبقى في ضهرك ..
صاحت مصډومة 
لحظة واحدة .. أنت بتغيري كلامك يا ماما ! أومال فين بقى الراجل بيحب الست الضعيفة اللي متعملش رأسها براسه و كان ناقص تاخديني قلمين 
إبتسمت أمينة بهدوء قبل أن تجيبها

مازحة
أنا مازلت عند رأيي بس مع بعض التعديلات .. و بصراحة أنت كنت غيظاني بلسانك الطويل دا ..
تمتم ساخرا 
والله لسانها دا مضايق ناس كتير .
برقت عينيها إثر سخريته فتدخلت أمينة بجدية 
بقولك إيه أنت وهي سيبونا من الكلام الفارغ دا أنا عايزة حفيد بقولكوا اهوة ..
تحدت بلهجته الفظة التي لامسها غرورا يليق به 
أنا عن نفسي عامل اللي عليا و زيادة .. قولي لها هي الكلام دا 
امتزج الڠضب و الخجل معا فولدا مزيج مثير على ملامحها التي تخضبت بحمرة رائعة بينما تراقص اللهب في عينيها فتمنى للحظة لو كانا بمفردهما لكان قطف ثمار هذا الخجل و استبدل نيران ڠضبها بأخرى أشد لهبا و لاحترق المكان من حولهم كما هي العادة .
أنت هتقولي دا أنت سالم الوزان ابن منصور الوزان على سن ورمح . 
ود لو يطلق العنان لقهقاته إثر حديث والدته وثب قائما وهو يقول بفظاظة 
هسيبك يا حاجة ورايا شغل كتير .. يالا يا فرح 
تدخلت أمينة قبل أن تسنح لها الفرصة لإجابته 
لا سيبلي فرح عيزاها في كلمتين 
ماهي دانت معاك عند الدكتور الصبح 
مرات ابني و عيزاها يا سالم عندك مشكله 
شملتهم عيناه بنظرات متفحصة قبل أن يومئ برأسه دون حديث متوجها للخارج أمام أنظار أمينة التي ما أن شاهدته يغلق الباب حتى قالت بلهفه 
ها يا فرح عملتي اللي قولتلك عليه 
فرح بهدوء 
عملته يا حاجة .. بس 
قاطعتها أمينة بصرامة
مابسش يا فرح .. لما الموضوع يخص الناس اللي بتحبيهم مينفعش نسيب حاجة للظروف 
اومأت فرح بتفهم فشعورهم متبادل و مخاوفهم واحدة 
مبترديش على تليفوناتي ليه يا شيرين 
هكذا تحدث ناجي وهو يجلس أمام مقود السيارة و بجانبه شيرين التي كانت تخفض رأسها بتعب تجلى في نبرتها حين قالت 
كنت تعبانة شوية !
تكذب و هو أكثر من يعلم بذلك لذا تابع بحنان زائف 
متخيلتش أن بنتي اللي بحبها أكتر من

نفسي ييجي يوم عليها و تبقى بتتهرب مني 
أرتفع رأسها بحدة بينما عينيها ترسلان سهام الخسة إلى خاصته وهي تقول 
وإزاي تطلب من بنتك اللي بتحبها أكتر من نفسك أنها تعرض نفسها على واحد غريب !
كانت ذلة كلفته الكثير فحاول جعل الأمر دراميا حين قال 
فاكرة البنت اللي حكتلك عليها و قولتلك أنها الوحيدة اللي حبتها 
مالها 
ناجي پألم حقيقي 
تبقى سهام مرات عمك صفوت !
انكمشت ملامحها پصدمة 
إيه 
لاح شبح ألم حقيقي في عينيه سرعان ما تجاوزه وهو يقول بنبرة خالية من الشعور
ابوكي الكل خذله و تحديدا الخذلان جاله من أكتر ناس حبهم في الدنيا .. تخيلي أشوف حبيبتي مع أخويا بعد ما فضلته عليا لمجرد أنه هو ظابط ! و أنا الفاشل اللي في العيلة .. بالرغم من أني كنت بدير لهم كل أملاكهم .. لكن هي اختارت كل حاجه السلطة و العز و الجاة و في المقابل داست على قلبي ..
شعرت بالشفقة عليه ولكن ألمها منه كان أكبر بكثير لذا تحدثت بجفاء 
و دا إيه علاقته باللي طلبته مني
كنت عايز اختبرك عايز اشوف إذا كنت فعلا أهل لثقتي أو لا 
لونت الصدمة تقاسيمها لحديثه فأردف بنبرة مخادعة 
أنا معنديش غيرك .. أنت بير أسرارى .. تعرفي عني كل حاجة ..
تم نسخ الرابط