بين قبضة الاقدار الجزء الثاني بقلم نورهان العشري
المحتويات
.. و بعدين أنت جولت جبل سابج أني لو اشتغلت اهنه مش هتتعرضلي واصل .. ياريت تنفذ جولك و تبعد عني ..
أثارت كلماتها شتى أنواع الشعور بداخله ليجد الكلمات تنبثق من بين شفتيه
كني محاولتش ابعد عنك و ابعدك عن تفكيري !
أقترب خطوتين و تابع بأعين تحاصرها بسهام نظرات صوبت رأسا إلى قلبها
مجادرش !
اقترب خطوة أخري مضيفا بيأس قلما يظهر عليه
أنا ورايا شغل كتير و مفضياش للحديت الماسخ ده..
ما أن أوشكت على الالتفات حتي أوقفتها كلماته الآمرة
وجفي عندك و سيبي اللي في يدك ده من هنا ورايح مفيش شغل اهنه ..
ده شغلي اللي بيوكلني عيش أني و أخواتي و مجدرش اسيبه
عاندته فخاطب قلبها بلهجه تحمل إعتذار لم يتجاوز حدود شفتيه
ولا وجفتك اهنه معاي تليج بيك يا كبير .. خلي كل واحد يرجع مطرحه ..
عاندته مرة أخرى و لدهشته لم يغضب بل أحكم عنادها طوق الذنب على عنقه فقال بخفوت
نچمة.. عايز اتكلم معاك
لأول مرة تسمع اسمها من بين شفتيه .. و لم تكن تتوقع أن يكون وقعه هكذا على مسماعها فقد شعرت بنبضاتها تدق بقوة و كأنها في سباق فأنذرها ذلك بالخطړ لذا تراجعت خطوة للخلف وهي تقول بتوتر
و آدي الشغل اللي عم تتحچچي بيه.
تدلي فكها من فرط الصدمة وهي تراه يقوم بنقل أقراص الروث بالكامل و كل هذا فقط من أجل أن يحظي بحديث معها !
هرول الجميع في رواق المشفى باحثين بأعين فاض بها الدمع عن رقم الغرفة التي يمكث بها و قد كان من بينهم هي التي شعرت بأن قلبها قد انشق إلى نصفين حين سمعت همسه الخاڤت باسمها فلم تستطع سوى الصړاخ بأعلى صوتها الذي جرحت أحباله من شدة دويها.. و ابيضت عيناها من كثرة ذرف العبرات ولم يفلح أي شيء في تهدئتها ولو قليلا الشئ الوحيد الذي يستطيع جعلها ترتاح هو رؤيته أمام عينيها تريد رؤيته سالما ..
سا.. سالم..
تعالت أصوات بكائها لأول مرة أمام الجميع و قد أفسحوا لها الطريق لتتقدم منه بأمر من سليم الذي أشار لهم بالصمت لتتاح لها الفرصة التنفيس عن ألمها الهائل و الإطمئنان عليه فحالته تبدو مستقرة كما أخبره الطبيب على الهاتف ولكن قلبها العاشق لن يرتاح إلا على ضفة ذراعيه الآمنة
متابعة القراءة