بين قبضة الاقدار الجزء الثاني بقلم نورهان العشري

موقع أيام نيوز


دي و مبتتحملش .. هخلي حد من البنات يعملها حاجه تهديها و أن شاء الله هتبقي كويسه ..
لم يكن يملك قدرة علي الحديث ف طاقته بالكامل كرسها في بث الأمان والطمأنينة في قلب تلك التي سكنت باحضانه و كأنه بيتها التي لا ملجأ لها إلا هو
تمت مراسم الډفن و انقضى اليوم الطويل و دلف عبد الحميدالي الداخل و خلفه حفيديه و رجال عائلة الوزان علي رأسهم سالم الذي ما أن خطي الى الداخل و التقمتها عينيه حتي تعاظم الشعور بداخله و اختلط عشقه بالحزن علي ملامحها الزابله و خاصة حين رآها و هي تعانق جدها الذي لأول مرة يراه منكسرا بهذا الشكل . 

البقاء لله يا جدو..
الدوام لله يا بتي 
تشابكت نظراتهم و كأنها تخبره لقد خابرت هذا الشعور من قبل بينما هو يعتذر عن كونه كان غائبا و تركها تتحمل كل هذا بمفردها حين ټوفي والداها. 
تحمحم عبد الحميد بخشونه و خرج صوته متحشرجا حين قال
انتوا تعبتوا النهاردة. خدى چوزك و اطلعوا عشان ترتاحوا. 
رجفة قوية ضړبت سائر جسدها حين سمعت كلمات جدها و تلقائيا تشابكت نظراتها مع خاصته ولكنها سرعان ما نظرت إلي الجهة الأخرى إلى أمينة التي صافحت عبد الحميد و قامت بتعزيته قبل أن تقول بنبرة شبة آمرة 
جدك عنده حق . خدي جوزك و اطلعي ارتاحوا فوق يا فرح ..
لا تعرف ماذا تفعل فالجميع يطالعها وهي عاجزة عن الحديث أو الحركة فجاء صوته لينقذها من حيرتها إذ قال بخشونة
يالا يا فرح .. أنت تعبتي من السفر . بكرة الصبح ابقي اقعدي مع جدك براحتك..
بدأ عذرا مقبولا ل حيرتها و تخبطها الذي ظهر بقوة علي ملامحها بينما هي اطاعته بصمت و داخلها سؤال ملح لا تعرف إجابته 
كيف ستنام معه بغرفة واحدة
دلف إلى الداخل و هي امامه و قام بإغلاق باب الغرفة وهو لا يتطلع إليها فقد كان يعلم ما يدور بخلدها لذا توجه مباشرة إلى الحقائب التي جاءت إلى هنا مسبقا و قام بإخراج ملابس النوم وهو يقول بخشونة 
هدخل اغير في الحمام . خدي راحتك..
نظرت إلي باب الحمام الذي اغلقه خلفه وقامت بسحب نفسا قويا إلي داخل رئتيها بينما ضجيج قلبها لم يهدأ و اختلط بذكريات سيئة تجاهد حتي تتغلب عليها فقامت ب جر قدميها حتي تصل إلي حقيبتها و قامت بإخراج ثوب قطني باللون الكحلي يصل إلي أسفل ركبتيها و كالانسان الآلي أنهت تغيير ملابسها و ذهبت رأسا الي السرير فلا تملك أدنى طاقة للحديث أو حتي النظر إليه دون أن تركض الي أحضانه بكل ما تحمل من آلام و اوجاع تكالبت عليها. 
حاولت التظاهر بالنوم حين سمعت صوت الباب يغلق و فجأة برقت عينيها حين شعرت بثقله علي السرير فأخذت دقات قلبها تقرع كالطبول و تنبهت جميع حواسها و حمدت ربها أنها كانت تعطيه ظهرها ل ألا يرى وجهها الآن .
سكنت لثوان غير قادرة حتي علي التنفس فهو قريبا منها لدرجة لم تختبرها من قبل . بينما كان بعيد كل البعد عنها و محرم عليها حتي الاقتراب منه. تكالبت جميع أوجاعها علي قلبها الذي كان في أضعف حالاته ف تقاذف الدمع من عينيها بغزارة بينما كانت تحاول جاهدة ألا تخرج صوتا يدل علي مدي ضعفها و احتياجها إليه ولكن القلب للقلب يحن و الروح بالروح تشعر خرج صوته الذي كان محشو بالحنان حين شعر بألمها و بكائها الذي تحاول كتمانه فهمس باسمها 
فرح ..
أخذت نفسا قويا تحاول منع نوبه اڼهيارها ولكنه لم يعطها خيار فشعرت بلمسته الحاړقة علي ذراعها فلم تستطع الصمود أكثر فقامت بالالتفات إليه وهي تقول من بين شهقات لم تفلح في كتمانها 
سالم . ينفع تاخدني في حضنك !
لم تكد تنهي جملتها حتي وجدت ذراعيه تحيطها بكل ما أوتي من عشق تجاهل لأجله كل شئ حتي أن كبرياءه لم يصمد أمام ضعفها هذا فصار يهدهدها برقة لم يتخيل أنه يملكها . بينما تعالي بكائها حتى صار نحيبا أخذ يتردد بين جنبات صدره الذي كان يخفق پعنف تأثرا باڼهيارها الذي كان أكثر من مؤلم له ولقلبه
دلف الي الغرفة وهي خلفه فقام برمي ثقله علي المقعد الذي اهتز قليلا بينما ارجع رأسه للخلف وهو يغمض عينيه بتعب نابع من قلب يتألم بشدة و قد كانت تنتظره بعينين اختلط بهم العشق مع الأسي علي حاله فقامت بالاقتراب منه و مدت أناملها الرقيقة ل تلامس جوانب رأسه وهي تحركها بحركات دائريه اضفت بعض الراحه الي ضجيج عقله و هدأ ذلك الصداع الممېت الذي كاد أن يفتك به فارتخت معالمه قليلا فجاء صوتها الحاني حين قالت 
اجهزلك الحمام 
لا .. 
طب مش ه تاكل اي حاجه بردو 
استفهمت بنبرة يائسة تجاهلها
 

تم نسخ الرابط